الفتحة فصارت ألفًا، وأصله: بين، وبينما بمعناه زيدت فيه ما، تقول: بينا نحن نرقبه أتانا (¬1)، أي: أتانا بين أوقات رقبتنا إياه. ثم حذف المضاف الذي هو أوقات، وولى الظرفُ -الذي هو بين- الجملةَ التي أقيمت مقام المضاف إليه.
وكان الأصمعي يخفض ما بعد بَينَا إِذَا صلح في موضعه بَيْنَ. وغيره يرفع ما بعد بَيْنَا وبَيْنَمَا عَلَى الابتداء والخبر (¬2).
والقُمُص: جمع قميص (ويجمع) (¬3) أيضًا عَلَى قُمْصَانٍ وأقمِصَةٍ. والثُّدي -بضم الثاء، ويجوز كسرها وكسر الدال وتشديد الياء- جمع ثدي -بفتح الثاء- وفيه لغتان التذكير والتأنيث، والتذكير (أفصح) (¬4) وأشهر، ولم يذكر جماعة من أهل اللغة غيره، ويجمع أيضًا عَلَى (أثدٍ) (¬5) ويطلق عَلَى الرجل والمرأة، ومنهم من منع إطلاقه في الرجل وليس بشيء، والأحاديث تردُّه (¬6).
¬__________
(¬1) هذا صدر بيت أنشده سيبويه، والبيت بتمامه: فَبَيْنَا نحن نَرْقُبُهَ أَتَانَا مُعَلَّقَ وَفْضَةٍ وزنادَ راعِ.
(¬2) انتهى كلام الجوهري، "الصحاح" 5/ 2084 - 2085 بتصرف.
(¬3) من (ف).
(¬4) في (ج): أصح.
(¬5) في (ج): أثدى.
(¬6) قلت: من هذِه الأحاديث، حديث الباب، ومنها ما سيأتي برقم (1407)، ورواه مسلم (992) من حديث الأحنف بن قيس قال: جلست إلى ملأ من قريش .... ، وفيه: ثم يوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج ... الحديث.
ومنها ما سيأتي برقم (2898)، ورواه مسلم (112) من حديث سهل بن سعد الساعدي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التقى هو والمشركون فاقتتلوا .. وفيه: فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه .. ومنها ما سيأتي برقم (4072) حديث قتل حمزة بن عبد المطلب، وفيه: فرميته =