كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

وأخوات، وكان عبد الله وصي أبيه منهم، روى عنه منهم أربعة: عبد الله وسالم وحمزة وبلال.
الوجه الثالث:
هذا الرجل لم أقف عَلَى اسمه، وكذا الأخ فليطلب (¬1).
الوجه الرابع: في ألفاظه ومعانيه:
قوله: (مَرَّ عَلَى رَجُلٍ) قَالَ أهل اللغة: مَرَّ عليه، ومَرَّ به يَمُّر مرًّا، أي: اجتاز.
وقوله: (يعظ أخاه) قَالَ أهل اللغة: الوَعْظُ: النُصْحُ، والتذكير بالعواقب، وقال ابن فارس: هو التخويف، قَالَ: والعِظَةُ: الاسم منه. قَالَ الخليل: وهو التذكير بالخير (فيما) (¬2) يرق لَهُ قلبه (¬3).
¬__________
(¬1) قال الحافظ في "الفتح" 1/ 74: لم أعرف اسم هذين الرجلين، الواعظ وأخيه.
وقال الكرماني في "شرحه" 1/ 120: الظاهر أنه أراد الأخ في القرابة، فهو حقيقة، ويحتمل أن يراد الأخ في الإسلام، على ما هو عرف الشارع فهو مجاز لغوي أو حقيقة عرفية. وكذا قال العيني في "عمدة القاري" 1/ 201، فكأنما نقله عنه.
وهذا يسمى في مصطلح الحديث: المبهم وهو: من لم يسم في المتن أو الإسناد، فهو قسمان: مبهم السند، وصورته أن يقول أحد رواة السند: عن رجل، وهذا القسم متعلق بالحكم على الحديث صحة وضعفًا؛ لأن الراوي المبهم قد يكون ثقة وقد يكون ضعيفًا.
والقسم الثاني: مبهم المتن، وصورته أن يكون هناك اسم مبهم في المتن، فقد يكون رجلًا أو امرأة أو ابنًا أو بنتًا أو عمًّا أو خالًا، وغير ذلك. وهذا القسم لا تعلق له بصحة أو ضعف الحديث، وفائدة معرفته أن يكون المبهم له منقبة فنعرفها له، أو أن يكون متهمًا بشيء، فنعرفه حتى لا نتهم غيره. انظر: "علوم الحديث" ص 375 - 379، "المقنع" 2/ 632 - 643، "تدريب الراوي" 2/ 492 - 501.
(¬2) ساقطة من (ج).
(¬3) "العين" 2/ 228، "مجمل اللغة" 4/ 931.

الصفحة 605