كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

- صلى الله عليه وسلم -: "ففيهما فجاهد" (¬1).
الجواب الثاني: أن لفظة "من": مراده، والمراد: من أفضل الأعمال كما يقال: فلان أعقل الناس، والمراد: من أعقلهم، ومنه الحديث: "خيركلم خيركم لأهله" (¬2) ومعلوم أنه لا يصير بذلك خير الناس، وكقولهم: أزهد الناس في العَالِم جيرانه (¬3).
¬__________
= بالعقر، فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافًا وثقالًا، شبابًا وشيوخًا، كل على قدر طاقته، من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له، ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثر. اهـ. "الجامع لأحكام القرآن" 8/ 151 وأما قول المصنف -رحمه الله- والعياذ بالله، يستعيذ بالله مما يتعين به الجهاد، ألا وهو هجوم عدو أو فرض عدو سيطرته على بلد من البلاد، وذلك أيضًا من باب حديث عبد الله بن أبي أوفي الآتي (2965 - 2966) والذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية ... " الحديث.
(¬1) سيأتي برقم (3004) كتاب: الجهاد والسير، باب: الجهاد بإذن الأبوين، ورواه مسلم (2549) كتاب: البر، باب: بر الوالدين وأنهما أحق به. من حديث عبد الله ابن عمرو.
(¬2) رواه الترمذي (3895)، والدارمي 3/ 1451 (2306)، وابن حبان 9/ 484 (4177)، والقزويني في "التدوين" 3/ 413 - 414 من حديث عائشة، وصححه الألباني في "الصحيحة" (285).
وفي الباب من حديث ابن عباس وأبي كبشة الأنماري والزبير بن العوام وأبي هريرة ومعاوية وعبد الرحمن بن عوف.
انظر: "مجمع الزوائد" 4/ 303، "السلسلة الصحيحة" (1174، 2678).
(¬3) حديث موضوع، رواه عن جابر ابن عدي في "الكامل" 8/ 94، ورواه عن أبي
هريرة أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 83 - 84، 171.
وفي الباب عن أبي الدرداء، وهو موضوع من طرقه الثلاثة كذا قال الألباني في "الضعيفة" (2750) فانظره. ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" 6/ 204 (7909) عن الحسن قال: أزهد الناس في عالم جيرانه، وشر الناس لميت أهله يبكون عليه ولا يقضون دينه.

الصفحة 630