كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

لَهُ: فارس الإسلام، وكان من المهاجرين الأولين، هاجر إلى المدينة قبل قدومه - صلى الله عليه وسلم - إليها.
روي لَهُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائتا حديث، وسبعون حديثا، اتفقا منها عَلَى خمسة عشر، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بثمانية عشرة، روى جابر بن عبد الله قَالَ: أقبل سعد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس فقال: "هذا خالي فليرني امرؤ خاله"، رواه ابن سعد (¬1)؛ وسببه أن أمه - صلى الله عليه وسلم - آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وسعد هو ابن مالك بن وهيب أخي وهب ابني عبد مناف.
روى عنه جمع من الصحابة منهم: ابن عمر وابن عباس، وعائشة، ومن التابعين أولاده الخمسة: محمد وإبراهيم وعامر ومصعب وعائشة، وخلائق. وهو الذي فتح مدائن كسرى في زمن عمر، وولاه عمر العراق، وفي الصحيحين عن علي قَالَ: ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع أبويه لأحد إلا لسعد بن مالك، فإني سمعته يوم أحد يقول: "ارم فداك أبي وأمي" (¬2)، ولما قتل عثمان اعتزل سعد الفتن، ومات بقصره
¬__________
= وسيأتي نحوه أيضًا برقم (4326 - 4327).
(¬1) "الطبقات الكبرى" 3/ 137. ورواه أيضًا الترمذي (3752)، وأحمد في "فضائل الصحابة" 2/ 940 (1312)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 1/ 168 - 169 (211، 213)، وأبو يعلى 4/ 42 (2049)، 4/ 78 (2101)، والطبراني 1/ 144 - 145 (323)، والحاكم 3/ 498، وابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 366 - 367. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (6994).
(¬2) سيأتي برقم (2905) كتاب: الجهاد والسير، باب: المجن ومن يترس بترس صاحبه، ورواه مسلم (2411) كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضل سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.

الصفحة 637