كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

في كتابه إلا ما كان في نفسه صحيحًا مسندًا، لكنه لم يسنده؛ ليفرق بين ما كان عَلَى شرطه في أصل كتابه، وبين ما ليس كذلك. ولم يصب ابن حزم الظاهري (¬1) في رده تعليق حديث: "ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر" (¬2) إلى آخره، فإنه ليس منقطعًا بل معلقًا، وقد ثبت اتصاله في غيره كما سنوضحه إن شاء الله في موضعه (¬3).
ثمَّ اعلم أن هذِه تسمى تعليقًا إِذَا كانت بصيغة جزم، كذا أسماها الحميدي الأندلسي (¬4)، وغيره من العلماء المتأخرين، وسبقهم بهذِه
¬__________
(¬1) ابن حزم: هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، وكنيته أبو محمد، عالم الأندلس في عصره، وأحد الأئمة في الإسلام، ولد بقرطبة يوم الأربعاء عام (384 هـ-994 م) حفظ القرآن، وتلقى العلوم على أكابر العلماء بقرطبة، نشأ - رحمه الله- شافعي المذهب، ثم أنتقل إلى مذهب أهل الظاهر، له مصنفات كثيرة بلغت أربعمائة منها: "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، و"المحلى"، و"جمهرة الأنساب"، و"مراتب الإجماع"، و"الناسخ والمنسوخ" وغيرها.
توفى بقرية (منليشتم) من أعمال (لبله) من بلاد الأندلس أو آخر شعبان سنة (456 هـ-1064 م).
انظر: "الصلة" لابن بشكوال 2/ 415 - 417 (894)، "معجم الأدباء" 3/ 546 - 556 (542)، "وفيات الأعيان" 3/ 325 - 330 (448)،"تاريخ الإسلام" 30/ 403 - 417 (168)، "سير أعلام النبلاء" 18/ 184 - 212 (99)، "تذكرة الحفاظ" 3/ 1146 - 1155 (1016)، "مرآة الجنان" 3/ 79 - 81، "البداية والنهاية" 12/ 553.
(¬2) يأتي برقم (5590) كتاب: الأشربة، باب: ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه.
(¬3) سيأتي تخريجه مفصلًا إن شاء الله.
(¬4) هو الإمام القدوة الأثري، المتقن الحافظ، شيخ المحدثين، أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح، بن حميد بن يصل، الأزدي، الحميدي، الأندلسي الفقيه، الظاهري صاحب ابن حزم وتلميذه، قال: مولدي قبل سنة عشرين وأربعمائة، من مصنفاته: "الجمع بين الصحيحين"، "جمل تاريخ =

الصفحة 65