كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

ما يقول، وصهيب كذلك (¬1)، و [أبو] (¬2) فكيهة كذلك وبلال (¬3) وعامر بن
فهيرة (¬4)، وفيهم نزل قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِن
¬__________
(¬1) هو صهيب بن سنان بن خالد بن عمرو، وقيل غير ذلك في نسبه. سبته الروم عندما أغارت على بلدته صغيرًا، فابتاعته كلب منهم، فقدمت به مكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان، فأعتقه، وأسلم، فلما أراد الهجرة قال له أهل مكة: أتيتنا ها هنا صعلوكًا حقيرًا، فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تنطلق بنفسك ومالك؟ والله لا يكون ذلك. فقال: أرأيتم إن تركت مالي تخلون سبيلي؟ قالوا: نعم. فجعل لهم ماله أجمع، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع". ونزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}. [البقرة: 207] انظر: "الطبقات الكبرى" 3/ 226 - 230، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" 2/ 282 - 287 (1231)، "أسد الغابة" 3/ 36 - 39 (2536)، "تهذيب الكمال" 13/ 237 - 240 (2904).
(¬2) ساقطة من (ف) و (ج)، والمثبت من "الطبقات" 3/ 248، "البداية والنهاية" 3/ 113، "الدر المنثور" 4/ 249.
(¬3) هو بلال بن رباح القرشي التيمي المؤذن، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا عبد الكريم، وقيل: غير ذلك، وهو مولى أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -.
شهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله -عز وجل- فيصبر على العذاب، وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس ويضع الرحى عليه حتى تصهره الشمس، ويقول: اكفر برب محمد، فيقول: أحد أحد.
انظر: "الطبقات الكبرى" 3/ 232 - 239، 7/ 385 - 386، "الاستيعاب" لابن عبد البر 1/ 258 - 259، "أسد الغابة" 1/ 243.
(¬4) هو عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر الصديق، يكنى أبا عمرو، وكان مولَّدًا من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكًا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، أخي عائشة لأمها.
وكان من السابقين إلى الإسلام، أسلم قبل أن يدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، أسلم وهو مملوك، وكان حسن الإسلام، وعذب في الله، فاشتراه أبو بكر، فأعتقه، شهد بدرًا وأحدًا، وقتل يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة وهو ابن أربعين سنة.
انظر: "الطبقات الكبرى" 3/ 230 - 231، "معرفة الصحابة" 4/ 2051 - 2053 (2131)، "أسد الغابة" 3/ 136 - 137 (2722).

الصفحة 654