كتاب فقه السنة (اسم الجزء: 2)

الجهاد، لان ضعفهم يحول بينهم وبين الكفاح، وليس لهم غناء يعتد به في الميدان.
وربما كان وجودهم أكثر ضررا، مع قلة نفعه.
وفي هذا يقول الله سبحانه: " ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ".
(1) ويقول الله تبارك وتعالى: " ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولاعلى المريض حرج ".
(2) وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: " عرضت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم أحد، وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ".
رواه: البخاري ومسلم.
ولانه عبادة، فلا يجب إلا على بالغ.
روى أحمد، والبخاري، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: " قلت: يا رسول الله، هل على النساء جهاد؟..قال: جهاد لاقتال فيه: الحج والعمرة ".
وفي رواية: لكن أفضل الجهاد حج مبرور.
وروى الواحدي، والسيوطي، في " الدر المنثور " عن مجاهد، قال: " قالت أم سلمة رضي الله عنها: يا رسول الله، تغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث؟! ".
فأنزل الله تعالى: " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شئ عليما ".
(3) ورويا عن عكرمة أن النساء سألن الجهاد، فقلن:
__________
(1) سورة التوبة: الآية 91.
(2) سورة الفتح: الآية 17.
(3) سورة النساء: الآية 32، أي أنه للرجال عمل خاص بهم، كلفوا به، وللنساء عمل خاص بهن، كلفن به، فلا يصح أن يتمنى كل من الفريقين عمل الآخر.

الصفحة 624