كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 2)

الوصف وجد الحكم، كما رتب الزكاة على السوم في قوله: "في السائمة زكاة"، مع أن القول: بأن اسم الفاعل حقيقة في المستقبل مخالف للإجماع (١).
وأما قوله: الخلاف إنما هوفيما إذا كان محكومًا به كقولنا: زيد زانٍ، أو زيد سارق (٢)، مع أنه كلام مخترع لم يقل به أحد لم يجد نفعًا: لأنه إذا قامت البنية عند الحاكم بأن زيدًا سارق في الزمان الماضى تقطع يده عند القائل بأنه مجاز في الماضي، فأي فائدة شرعية يعتد بها في هذه التفرقة؟
وقد حققنا لك المقام بما لا مزيد عليه، فاعتمده، والله الموفق.
وقد توهم بعضهم (٣) -أيضًا- أن الخلاف إنما هو في المشتق الذي زال [معنى] (٤) المشتق منه، ولم يتصف المحل بضد آخر، أما إذا اتصف المحل بضد آخر كالأبيض الذي زال بياضه، واتصف المحل بالسواد، فإن أطلق عليه الأبيض لا يكون ذلك إلا مجازًا، وكل هذا عدول عن الصواب، بل ليس الخلاف إلا في بقاء المعنى كما تقدم في صدر البحث.
وأما أن المحل -بعد زواله- هل اتصف بالضد أو بغيره، فلا التفات إليه.
---------------
(١) لأنهم أجمعوا على أن إطلاق ذلك مجاز كما ذكرته سابقًا في بداية المسألة.
(٢) راجع: شرح تنقيح الفصول: ص/ ٥٠.
(٣) هو الإمام الآمدي في الإحكام: ١/ ٤٢، وانظر: المحصول: ١/ ق / ١/ ٣٣٠، وتشنيف المسامع: ق (٣٣/ ب)، والمحلي على جمع الجوامع: ١/ ٢٨٩، وهمع الهوامع: ص / ٩٥.
(٤) سقط من (ب) وأثبت بهامشها.

الصفحة 41