كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 2)
أقول: عرف المجاز بأنه اللفظ المستعمل (١) فخرج المهمل، وما لم يستعمل.
وقوله: "بوضع ثان"، أخرج الحقيقة مطلقًا (٢) لما سبق من الاستعمال فيها بوضع أول.
وقوله: "العلاقة" أخرج الغلط [من الألفاظ] (٣) وما نقل من الأعلام لغير علاقة، كأسد وكلب.
واعلم: أن الحقيقة، والمجاز (٤) من الألفاظ المشتركة بين العقلي، واللغوي، فالحقيقة العقلية: إسناد الفعل، أو شبهه إلى ما هو له عند المتكلم في الظاهر، والمجاز العقلي: إسناد الفعل أو شبهه إلى غير ما هو له لملابسة بين الفعل، وبينه كقولك: سرتني رؤيتك، وأنبت الربيع البقل.
واختيار السكاكي: أن ما يتوهم كونه مجازًا عقليًا داخل في سلك الاستعارة بالكناية، وليس قسمًا على حدة (٥).
---------------
(١) راجع: تعريف المجاز والكلام عليه: الخصائص: ٢/ ٤٤٢، والصاحبي: ص/١٩٧، والحدود: ص / ٥٢، وأسرار البلاغة: ص / ٣٠٤، والإشارة إلى الإيجاز: ص / ٢٨، والمزهر: ١/ ٣٥٥، والطراز: ١/ ٦٤، والمعتمد: ١/ ١١، والمستصفي: ١/ ٣٤١، والمحصول: ١/ ق / ١/ ٣٩٧، والإحكام للآمدي: ١/ ٢٢، وشرح تنقيح الفصول: ص / ٤٤، والعضد على المختصر: ١/ ١٤١، وفواتح الرحموت: ١/ ٢٠٣، وإرشاد الفحول: ص / ٢١.
(٢) جاء في هامش (أ، ب): "عرفية، وشرعية، ولغوية".
(٣) ما بين المعكوفتين من هامش (ب).
(٤) آخر الورقة (٤١ / ب من ب).
(٥) راجع: مفتاح العلوم: ص / ١٨٩.