كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 2)
الثاني: أن المسند مجاز عن المعنى الذي يصح إسناده إلى المسند إليه المذكور، وهو معنى التسبب الذي أشرنا إليه، وإليه ذهب الشيخ ابن الحاجب (١).
الثالث: أن المسند إليه استعارة بالكناية عما يصح الإسناد إليه حقيقة، والإسناد قرينة الاستعارة [وهو مختار السكاكى] (٢).
الرابع: إن شُبِّه تلبَّس غير الفاعل (٣) بتلبسه، فيكون تشبيه حالة بأخرى، كقولك: أراك أيها الفتى تقدم رِجلًا، وتؤخر أخرى، فيكون استعارة تمثيلية، وهذا لم يذهب إليه أحد، وإنما أبداه احتمالًا بعض الأفاضل (٤).
---------------
(١) راجع: المختصر، وشرح العضد عليه، مع الحواشي: ١/ ١٥٥.
(٢) ما بين المعكومتين سقط من (ب) وأثبت بالهامش، وبعد تقسيمه للمجاز، وكلامه عليه قال: "هذا كله تقرير الكلام في هذا الفصل بحسب رأي الأصحاب من تقسيمه إلى لغوي، وعقلي، وإلا فالذي عندي هو نظم هذا النوع في سلك الاستعارة بالكناية بجعل الربيع استعارة بالكناية عن الفاعل الحقيقى بواسطة المبالغة في التشبيه على ما عليه مبنى الاستعارة ... " إلخ. مفتاح العلوم: ص/ ١٨٩.
(٣) آخر الورقة (٤٠ / ب من أ).
(٤) جاء في هامش (أ، ب): "العلامة التفتازاني". حيث قال - بعد ذكره الاحتمال الذي نقله الشارح عنه -: "وهذا ليس قولًا لعبد القاهر، ولا لغيره من علماء البيان لكنه ليس ببعيد" حاشيته على المختصر وعليه شرح العضد: ١/ ١٥٦.