كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 2)

أقول: المجاز واقع في كلام العرب (١)، خلافًا للشيخ أبي إسحاق الاسفراييني، وأبي عليّ الفارسي (٢)، مطلقًا، أي: في شئ من كلام العرب (٣)، وليس لهم دليل سوى الاستبعاد (٤).
---------------
(١) وهذا هو مذهب جمهور اللغويين، والأصوليين، والفقهاء، وغيرهم.
راجع: اللمع: ص/ ٥، والمعتمد: ١/ ٢٤، والخصائص: ٢/ ٤٤٧، والتلخيص لإمام الحرمين: ق (١١/ ب)، والمنخول: ص / ٧٥، والمزهر: ١/ ٣٦٤، والمحصول: ١/ ق/ ١/ ٤٦٢، والإحكام للآمدي: ١/ ٣٥، والمسودة: ص/٥٦٤، وشرح العضد على المختصر: ١/ ١٦٧، وفواتح الرحموت: ١/ ٢١١، وإرشاد الفحول: ص/ ٢٢.
(٢) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو علي الفارسي النحوي، إمام عصره في علوم العربية، أشهر مصنفاته: الإيضاح في النحو، والتذكرة، والمقصور، والممدود، والحجة في القراءات، وتوفي سنة (٣٧٧ هـ)، راجع: معجم الأدباء: ٧/ ١٣٢، وإنباه الرواة: ١/ ٢٧٣، والمنتظم: ٧/ ١٣٨، ووفيات الأعيان: ١/ ٣٦١، وبغية الوعاة: ١/ ٤٩٦، وشذرات الذهب: ٣/ ٨٨.
(٣) قلت: هذا هو المشهور عن الأستاذ، وأبي على الفارسي، ولكني وجدت إمام الحرمين، وتلميذه حجة الإسلام ذكرا أن الظن بالأستاذ عدم صحة هذا النقل عنه، وإن صح، فلعله أراد أنه ليس بثابت ثبوت الحقيقة.
وكذا النقل عن أبي علي - وإن اشتهر - ففيه نظر: لأن تلميذه أبا الفتح أعرف بمذهبه، وقد نقل عنه في كتاب "الخصائص" عكس المشهور عنه، وهو أن المجاز غالب على اللغات.
راجع: الخصائص لابن جني: ٢/ ٤٤٧، والتلخيص للجويني: ق (١١/ ب)، والمنخول: ص/٧٥، وتشنيف المسامع: ق (٣٦/ ب).
(٤) قلت: بل استدلوا على ذلك بأدلة كثيرة، فقد ذكرها شيخ الإسلام لأنه اختار المنع، وأطنب في ذكرها العلامة ابن القيم لأنه منعه، وسماه طاغوتًا حيث قال: "هذا =

الصفحة 76