كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 2)
أو كون المتكلم، أو المخاطب جاهلًا بلفظ الحقيقة، أو كون المجاز أشهر، أو للوزن، أو للقافية، أو للسجع (١).
والمجاز - في الكلام، وإن كان كثيرًا - فليس بغالب خلافًا لابن جني (٢) من أئمة العربية.
وشبهته: أنك إذا قلت: رأيت زيدًا، أو ضربته قلمًا، يكون رأيت جميع أجزائه، أو وقع ضربك عليها (٣)، وهو مردود إذ الألفاظ المذكورة قد استعملت في الموضوع لها، وأما أن المرئي بعض، أو كلّ لا دخل له في كون اللفظ حقيقة، بل لو لم ير من زيد شيئًا، وقال: رأيت زيدًا يكون حقيقة، غايته: أن القضية تكون كاذبة.
قوله: "ولا معتمدًا حيث يستحيل المعنى"، يريد أن المجاز خلَف يعدل إليه الصارف عن إرادة المعنى الحقيقي، فيستدعي إمكان المعنى الحقيقى.
---------------
(١) راجع: الخصائص ٢/ ٤٤٢ - ٤٤٧، والطراز ١/ ٨٠، والمحصول: ١/ ق / ١/ ٤٦٤ - ٤٦٧، وشرح العضد على المختصر: ١/ ١٥٨، وتشنيف المسامع: ق (٣٧ / أ)، والمحلى على جمع الجوامع: ١/ ٣٠٩، وهمع الهوامع: ص/١٠٥، وشرح الكوكب المنير: ١/ ١٥٥.
(٢) هو عثمان بن جني أبو الفتح الموصلي، النحوي، اللغوي من أحذق أهل الأدب، وأعلمهم بالنحو، والتصريف، أشهر كتبه: الخصائص في النحو، وسر الصناعة، وشرح تصريف المازني، واللمع، وغيرها، وتوفي سنة (٣٩٢ هـ).
راجع: وفيات الأعيان: ٢/ ٤١٠، والمنتظم: ٧/ ٢٢٠، ومعجم الأدباء: ١٢/ ٨١، وإنباه الرواة: ٢/ ٣٣٥، وشذرات الذهب: ٣/ ١٤٠.
(٣) راجع: الخصائص: ٢/ ٤٤٧، والمحصول: ١/ ق / ١/ ٤٦٨، وتشنيف المسامع: ق (٣٧ /أ) والمحلي على جمع الجوامع: ١/ ٣١٠، وهمع الهوامع: ص / ١٠٥.