كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع (اسم الجزء: 2)

أو لفظ مركب مستعمل: كمدلول لفظ الخبر نحو زيد قائم، وأمثاله، أو مهمل: كمدلول لفظ الهذيان، وهذا بعيد: لأن وجود مركب إسنادي لا يكون له معنى في غاية البعد.
قوله: "والوضع جَعلُ اللفظ دليلًا على المعنى".
أقول: إطلاق المصنف الوضع يشمل الوضع الشخصي: كما في أكثر الألفاظ، والنوعي: كما في المجاز على ما سنحققه عن قريب إن شاء الله تعالى.
وإذا كان الوضع: عبارة عن جعل اللفظ بإزاء المعنى (١)، فإرادة الجاعل كافية في تخصيص الألفاظ بالمعاني.
ولا يشترط مناسبة بين المدلول، واللفظ الدال، خلافًا لعباد بن سليمان (٢) الصيمري، وبعض المعتزلة، وأهل التكسير (٣)، وهم الذين
---------------
(١) وعرف الحكماء الوضع: بأنه هيئة عارضة للشيء بسبب نسبتين: نسبة أجزائه بعضها إلى بعض، ونسبة أجزائه إلى الأمور الخارجية عنه.
راجع: المحلي على جمع الجوامع: ١/ ٢٦٤، والتعريفات: ص/٢٥٢، وشرح تنقيح الفصول: ص / ٢٠، والمزهر: ١/ ٣٨ - ٣٩، ٤٦.
(٢) هو عباد بن سليمان بن علي أبو سهل معتزلي من أهل البصرة من أصحاب هشام بن عمرو، خالف المعتزلة في أمور انفرد بها، عاش في القرن الثالث الهجري، ولم تعرف وفاته بالتحديد.
راجع: الفهرست: ص/٢٦٥، وطبقات المعتزلة: ص/٨٣، والتبصير في الدين: ص/٧٦، وانظر آراءه الكلامية: مقالات الإسلاميين: ص/٢٤٥، ٢٤٦، ٢٥٣، ٢٥٥، والبرهان للسكسكي: ص/٣٤، والتنبيه والرد للملطي: ص / ٤٤، وحاشية البناني على المحلي: ١/ ٢٦٥.
(٣) راجع: المحصول: ١/ ق/ ١/ ٢٤٤، والإحكام للآمدي: ١/ ٥٦، والنفائس للقرافي: (١/ ق / ٩٧/ ب) والمسودة: ص/٥٦٣، والعضد على المختصر: ١/ ١٩٢، وتشنيف المسامع: ق (٢٩ / ب)، والمحلي على جمع الجوامع: ١/ ٢٦٥، وهمع الهوامع: ص / ٨٣، والمزهر: ١/ ٤٧.

الصفحة 9