كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 2)

فَلَمَّا انْصَرَفَ .. أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَال: "هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَال رَبُّكُمْ؟ ، قَالُوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَال: "قَال: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤمِنٌ بِي وَكَافِرٌ، فأَمَّا مَنْ قَال:
ــ
همزة لوقوعها متطرفة بعد ألف زائدة، وهذا القلب مطرد، وسُمي المطر سماء تسمية للشيء باسم محله لأنه ينزل من السماء أي السحاب، وسمي السحاب سماء كما سُمي مُزنًا، لأن كل ما علا وأظل فهو سماء، وسماء كل شيء ما ارتفع منه اهـ.
وفي تفسير الحدائق عند قوله تعالى {فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} قال سلمان الفارسي: والسموات سبعٌ، اسم الأولى: رُفَيعٌ مصغرًا، وهي من زمردة خضراء، واسم الثانية: أرفلون وهي من فضة بيضاء، والثالثة: قيدوم وهي من ياقوتة حمراء، والرابعة: ماعون وهي من دُرة بيضاء، والخامسة: دبقاء وهي من ذهب أحمر، والسادسة: وَفناء وهي من ياقوتة صفراء، والسابعة: عروباء وهي من نور يتلألأ اهـ.
وقد نظم بعضهم أسماء السموات السبع والكرسي والعرش العظيم فقال:
أولاها رُفيعٌ ثانيها أرفلون ... ثالثها قيدوم رابعها ماعون
خامسها دبقاء والسادس وَفناء ... سابعها عروباء سميت بهن السماء
ثامنها هو الكرسي الكريم ... كذا تاسعها العرش العظيم
(فلما انصرف) وفرغ وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاة الصبح (أقبل) بوجهه الشريف (على الناس) الذين صلوا معه، وفي المفهم: أي فلما انصرف من صلاته وفرغ منها، ظاهره أنه لم يكن يثبت في مكان صلاته بعد سلامه بل كان ينتقل عنه، ويتغير عن حالته وهذا هو الذي يستحبه مالك للإمام في المسجد اهـ.
(فقال) صلى الله عليه وسلم لهم (هل تدرون) وتعلمون (ماذا قال) أي ما الذي قاله (ربكم) وخالقكم في هذه الليلة، فما استفهامية في محل الرفع مبتدأ، وذا اسم موصول في محل الرفع خبر، وجملة قال صلة الموصول والعائد محذوف كما قدرناه والجملة الاستفهامية سادة مسد مفعولي درى معلق عنها باسم الاستفهام (قالوا) أي الحاضرون سلوكًا مسلك الأدب وتفويضًا للعلم إلى الله سبحانه (الله) سبحانه وتعالى (ورسوله) صلى الله عليه وسلم (أعلم) أي عالمان ذلك لا نحن (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال) الله سبحانه (أصبح) أي دخل الصباح (من عبادي) فريق (مؤمن بي و) فريق (كافر) بي والفاء في قوله (فأما من قال) للإفصاح لأنها أفصحت عن جواب شرط

الصفحة 544