كتاب الدارس في تاريخ المدارس (اسم الجزء: 2)
عام هولاكو بن تولي بن جنكيز خان انتهى وقال في سنة خمس عشرة وستمائه وفيها ولي حسبة الصاحب محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج بن الجوزي وهو مع ذلك يذكر ميعاد الوعظ على قاعدة أبيه وشكرت مباشرته للحسبه انتهى وقال في سنة ثلاث وعشرين وفيها قدم محيي الدين من بغداد في الرسليه إلى الملك المعظم بدمشق ومعه الخلع والتشاريف لأولاد العادل من الخليفه الظاهر بأمر الله إلى أن قال وركب القاضي محيي الدين ابن الجوزي إلى الملك الكامل بالديار المصريه وكان ذلك أول قدومه إلى الشام ومصر وحصل له جوائز كثيره من الملوك منها كان بناء المدرسه الجوزيه بالنشابين من دمشق انتهى ومثله قال الأسدي رحمه الله تعالى في السنة المذكوره وفي أولاد الملك الأشراف والملك المعظم والملك الكامل ثم قال ابن كثير رحمه الله تعالى ثم في سنة ست وخمسين وستمائه وممن قتل مع الخليفه واقف الجوزيه بدمشق أستاذ دار الخلافه الصاحب محيي الدين يوسف ابن الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن حماد بن أحمد بن يعقوب بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النصر بن محمد بن أبي بكر الصديق المعروف بابن الجوزي القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي رحمه الله تعالى ولد في ذي القعده سنة ثمانين وخمسمائه ونشأ شابا حسنا وحين توفي والده رحمهما الله تعالى وعظ في موضعه فأجاد وأحسن وافاد ثم تقدم وولي حسبة بغداد مع الوعظ الرائق والاشعار الحسنه الرائعه وولي تدريس الحنابلة بالمستنصرية سنة اثنتين وثلاثين وستمائه وكانت له مدارس آخر ولما ولي مؤيد الدين بن العلقمي الوزراة وشغر عنه الاستاداريه وليها عنه محيي الدين هذا وأنتصب ابنه عبد الرحمن للحسبة والوعظ فأجاد فيها وسار سيرة حسنة ثم كانت الحسبة تنتقل في بنية الثلاثه جمال الدين عبد الرحمن وشرف الدين عبد الله وتاج الدين عبد الكريم وقد قتلوا معه في هذه السنة ولمحيي الدين هذا مصنف في مذهب الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه وذكر له ابن الساعي اشعارا حسنة يهنئ بها الخليفة في المواسم والأعياد تدل على فضيلة تامه وفصاحة بالغه وقد وقف المدرسة الجوزية بدمشق.
الصفحة 24
456