كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 2)

هذا اللفظُ في المسألة الفُلانية على ما يُعتادُ قصدُه به غالبًا، لما حُمِلَ قولُهُ: "يرحمك الله" للمشمِّت على ما يقصد به غالبًا، وهو الدعاء؛ لأنه أحدُ أفرادِ هذه القاعدة، لكنه حُمِلَ عليه عملًا بالحديث، فإنه يقتضي الاكتفاءَ بقوله: "يرحمك الله"، والاكتفاء بذلك إنما هو لرجحان حملِهِ على ما يعتاد قصده من اللفظ غالبًا مع احتماله لغيره؛ لأنه لو لم يكن راجحًا لكان (¬1) إما مرجوحًا أو مساويًا، وكلاهما يمتنع (¬2) الحملُ عليه.

السابعة والسبعون: ويجيء من هذا اعتبارُ ما يقتضيه سببُ كلام الحالف، ومثارُ يمينه (¬3) الذي اعتبره مالكٌ وأحمدُ - رحمهما الله تعالى - وهو [الذي] (¬4) تسميه المالكيةُ بساطَ اليمين، ويقال: إنه يُرْجَعُ (¬5) إليه، إذا لم تكن نية (¬6).
وهذا فيه تَسامُحٌ في اللفظ، وتعبير عن عدم استحضار النية بعدم النيّة، فإنَّ الفائتَ في هذه الصورة - على ما قررناه في هذه القاعدة
¬__________
(¬1) "ت": "كأن".
(¬2) "ت" "يمنع".
(¬3) "ت": "نيته".
(¬4) زيادة من "ت".
(¬5) في الأصل: "رجع"، والمثبت من "ت".
(¬6) انظر: "مواهب الجليل" للحطاب (3/ 287).

الصفحة 109