كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 2)

الدَّاعي" (¬1)، وهذا الموضعُ على الخصوص - وهو تأديبٌ راجع إلى تشميتِ العاطس - أصلٌ في استجلاب المودّات بحُسْنِ المواظبات (¬2).

الثمانون: فيه مع ذلك [أنّ] (¬3) التأديبَ للعاطس بكسرِ النفس عن طُغيان الكِبْر، وحملِها على التواضع، وتقريرِه (¬4) عندها، وذلك لِمَا في الدُّعاء بالرحمة من الإشعار بالذَّنب الذي يُحتاج فيه إلى الدعاء بالرحمة، ولهذا يُرى بعضُ المُتَخلِّفين يُعرِضُ عن الدعاء بالرَّحمة إلى الدعاء بالعيش، فيقول: عِشْتَ، أو غير ذلك، وزاد الملوك - أو من شاء الله تعالى منهم - فترفعوا عن التشميت بالكليَّة، وجعله حاضروهم (¬5) من الآدابِ مع الملوك، والأدبُ أدبُ اللهِ ورسوله، والكبرياءُ رداءُ الحقِّ فمن نازَعَه (¬6) قَصَمَه.
وقد أشار الإمام الحليميُّ في دعاء التشميت إلى معنى حسن يتعلق بأمر الذنوب، ومناسبة دعاء التشميت لها؛ وهو [أن] (¬7) أنواعَ
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه.
(¬2) في "ت": "وهذا الوضع أصل في استجلاب المودَّات بحسن المواظبة على الخصوص، وهو تأديب راجع إلى تشميت العاطس".
(¬3) سقط من "ت".
(¬4) في الأصل: "وتقديره"، والمثبت من "ت" و"ب".
(¬5) في الأصل: "محاضروهم"، والمثبت من "ت".
(¬6) "ت": زيادة: "إياه".
(¬7) سقط من "ت".

الصفحة 115