كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 2)

[نقل] (¬1) القاضي أبو الوليد بنُ رشد المالكيُّ قاضي الجماعة، عن مالك - رحمه الله تعالى - أنه قال: إن شاء قال العاطسُ في الرد على من يشمّته: "يغفر الله لنا ولكم"، وإن شاء قال: "يهديكم الله ويُصلحُ بالَكُم"، [وهو قول الشافعي؛ أي: ذلك.
قال: وقال أصحابُ أبي حنيفة: يقول: "يغفر الله لنا ولكم"، ولا يقول: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، (¬2)، ورووا عن [إبراهيم]، (¬3) النخعي أنه قال: "يهديكم الله ويصلح بالكم" قالته الخوارج؛ لأنهم لا يستغفرون للناس (¬4).
قال: والصحيحُ ما ذهب إليه مالك، من أنه يَرُدُّ عليه بما شاء من ذلك، فقد (¬5) جاء عن النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الأمران جميعًا.
قال: وقد اختار الطَّحاوي وعبدُ الوهاب وغيرُه: "يهديكم الله ويصلح بالكم"، على قول: "يغفر الله لنا ولكم"؛ لأنَّ المغفرةَ لا تكون إلا عن (¬6) ذنب، والهداية قد تَعْرَى عن الذنوب (¬7).
¬__________
(¬1) زيادة من "ت".
(¬2) سقط من "ت".
(¬3) سقط من "ت".
(¬4) رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 302).
(¬5) "ت": "إذ قد".
(¬6) "ت": "من".
(¬7) انظر: "التمهيد" (17/ 332)، و"الاستذكار" كلاهما لابن عبد البر (8/ 482).

الصفحة 118