كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 2)

وقال أبو عبد الله محمدُ بن جعفرٍ التَّميميُّ في "جامعِ اللغةِ" (¬1): وقيل: التَّسميتُ (¬2): الرَّجاءُ والتبريك، والعربُ تقول: سَمَّته، إذا دعا له بالبركة، وفي [الـ] (¬3) ــــــحديث المرفوعِ: شمَّتَ (¬4) عليهما؛ أي: علياً وفاطمة - رضي الله عنهما -، دعا لهما، وبرَّك عليهما (¬5).
ومنها: [أنَّه] (¬6) مأخوذ من الشَّماتةِ التي هي فرحُ الرَّجل ببلاءِ عدوِّه وسوءٍ يَنزِلُ به، يقال: شَمَتَ بعدوِّه شَماتةً وشَماتاً، وأشمتَهُ اللهُ بهِ، وبات بليلةِ سوءٍ من ليالي الشَّوامتِ (¬7)؛ أي: من الليالي التي تشوبها الشَّوامت.
¬__________
(¬1) لأبي عبد الله محمد بن جعفر القزاز القيرواني، المتوفى سنة (412 هـ) كتاب "الجامع في اللغة"، وهو كتاب كبير معتبر حسن متقن، يقارب كتاب "تهذيب اللغة" للأزهري، رتبه على حروف المعجم، لكنه قليل الوجود. انظر: "معجم الأدباء" لياقوت (18/ 105)، و"كشف الظنون" لحاجي خليفة (1/ 576).
(¬2) "ت"، "التشميت".
(¬3) زيادة من "ت".
(¬4) "ت": "سَمَّت".
(¬5) ذكره أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/ 183 - 184). ولم أقف عليه مسنداً هكذا. نعم حديث تزويج فاطمة بعلي رضي الله عنهما والدعاء لهما بالبركة: روي عند ابن حبان في "صحيحه" (6944)، وفيه نكارة، وعند النَّسائيّ في "عمل اليوم والليلة" (ص: 559)، من حديث أنس وفيه ضعف، وعند غيرهما من طرق وألفاظ متعددة، وفيه: الدعاء لهما بالبركة.
(¬6) زيادة من "ت".
(¬7) انظر: "المحكم" لابن سيده (8/ 33)، و"الصحاح" للجوهري (1/ 255).

الصفحة 21