كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 2)

قيل: وأصلُه منَ القَسَامة، وهي أَيمانٌ تُقسَم على أولياءِ المقتولِ (¬1)، ثمَّ صارَ اسماً لكلِّ حَلِفٍ (¬2).
وفي هذا نظرٌ، ولو قيل: إنَّ القَسامة مِنَ القَسَمِ كان (¬3) أولى، ولو قيل أيضاً: إنَّه مأخوذ من القِسامة التي [هي] (¬4) بمعنى الحُسْنِ، يقال: وَجْهٌ قَسيمٌ؛ أي: حَسَنٌ (¬5)، لكان له وجهٌ، [و] (¬6) كأنَّ الحالفَ حَسَّن ما حُكِمَ [بِهِ] (¬7) بتأكيده باسمِ الله تعالى.
وثامنها: إبرارُ القَسَم: يكونُ المرادُ به الوفاءَ بمقتضاه، وعدمَ الحِنْث فيه، قال الزُّبيديُّ: وبرَّتْ يمينُه: صَدَقَتْ، وأبرَّها: أمضاها صِدْقاً.
ويحتملُ أنْ يكونَ إبرارُ القَسَمِ جَعْلَه ذا بِرٍّ، والمرادُ بالبِرِّ: ما يقابِلُ الإثمَ؛ كما جاء في الحديث: "جئْتَ تسألُني عن البِرِّ والإثمِ" (¬8)، فيكون إبرارُها أن يحلفَ بها على الأمر الجائزِ، لا على
¬__________
(¬1) انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 2010).
(¬2) "ت": "حالف".
(¬3) "ت": "لكان".
(¬4) زيادة من "ت".
(¬5) انظر: "الصحاح" للجوهري (5/ 2011).
(¬6) زيادة من "ت".
(¬7) سقط من "ت".
(¬8) رواه الإمام أحمد في "المسند" (4/ 228)، وأبو يعلى في "مسنده" (1587)، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/ 147)، من حديث =

الصفحة 24