كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 2)

عهدِهِ، واعتناقُ (¬1) أحكامِهِ، واجتنابُ نهيِهِ، قال الله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} [الحديد: 25]، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} [الصف: 14] (¬2).
السادسة عشرة منها: مادَّةُ (الإفْشَاءِ) تدل على الظُّهور والانتشارِ، فَشَتِ المقالة: إذا انتشرت وذاعت، وليُفْشوا العلم؛ أي: يُظْهروه وَينْشُروه، وأفشى (¬3) السرّ: أظهرَه ونشرَه (¬4).
فإفشاء السلام: إظهارُه وعدمُ إخفائه بخفضِ الصَّوتِ، وأما نشرُه: فتداوله (¬5) بين النَّاس، وأن يحيوا سنَّتَه ولا يميتوها.
السابعة عشرة منها: السلام يطلق بمعنى السلامة، قال الشاعر (¬6) [من الوافر]:
تُحَيِّي بالسَّلامَةِ أُمُّ عمروٍ ... وهَلْ لَكِ بعد قَومِكِ من سَلامِ
ويُطلَقُ اسماً من أسماء الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
¬__________
(¬1) "ت": "واعتبار".
(¬2) انظر: "مفردات القرآن" للراغب (ص: 809).
(¬3) في الأصل و"ب": "إفشاء"، والتصويب من "ت".
(¬4) انظر: "لسان العرب" لابن منظور (15/ 155)، (ماة: فشا).
(¬5) في الأصل: "وتداوله"، والمثبت من "ت".
(¬6) هو شداد بن الأسود، كما ساقه ابن هشام في "السيرة" (2/ 29) في بكاء قتلى بدر، وعنده:
تحيي بالسلامة أمُّ عمرو ... وهل لي بعد قومي من سلام

الصفحة 28