كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام (اسم الجزء: 2)

وقال ابن سِيْدَه: والشاطن: الخبيث، والشيطان: فَيْعال من ذلك، فيمن جعل النون أصلية، وقولهم: والشياطين دليل على ذلك، وفي التنز [يل]: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} [الشعراء: 210]، وقرأ الحسن: وما تنزلت به الشياطون (¬1)، قال ثَعلب: هو غلط فيه (¬2).
وتشيطنَ الرجلُ: فَعَلَ فِعْلَ الشياطين (¬3).
* * *

* الوجه السادس: في الفوائد والمباحث، وفيه مسائل:
الأولى: فيه الأمر بكفِّ الصبيان في أول الليل؛ أي: كفُّهم عن الانتشار والتصرف؛ للمصلحة المذكورة في الحديث.
الثانية: الفاء في قوله - عليه السلام -: "فإنَّ الشياطينَ تنتشرُ حينئذٍ" يقتضي التعليل؛ أعني: تعليل الأمر بكف الصبيان بانتشار الشياطين على ما تقرر في علم الأصول من اقتضاء مثل هذه الفاء ذلك (¬4).
الثالثة: لا بدَّ من مناسبة العلة للحكم، والسبب فيه: أن انتشارَ
¬__________
(¬1) انظر: "الإتحاف" للدمياطي (ص: 424).
(¬2) في المطبوع من "المحكم": "وهو غلط منه".
(¬3) انظر: "المحكم" لابن سيده (8/ 17)، (مادة: شطن).
(¬4) انظر: "البحر المحيط" للزركشي (3/ 152).

الصفحة 574