كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 2)

فلما قدم مكة أخبر بذلك قريشا فقالوا له يا أبا كلاب إن هذا فيما يزعم محمد أنه أنزل عليه قال فسأل عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فقيل له هو بالمدينة قال فأسلم الحجاج وحسن إسلامه.
وذكر موسى بن عقبة، عَن ابن شهاب أنه أول من بعث إلى رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم بصدقة من معدن بني سليم.
وقال ابن السَّكَن: نزل الحجاج حمص واستعمل معاوية ابنه عَبد الله بن الحجاج على حمص.
وروى من طريق مجاهد، عَن الشعبي قال كتب عمر إلى أهل الشام أن ابعثوا إلي برجل من أشرافكم فبعثوا إليه الحجاج بن علاط.
ويأتي له ذكر في ترجمة أبي الأعور السلمي.
وقال ابن حِبَّان إنه مات في أول خلافة عمر وروى يعقوب بن شيبة من طريق جرير بن حازم قال قتل المعرض بن علاط يوم الجمل فقال أخوه الحجاج يرثيه فذكر الشعر.
قلت: فهذا يدل على أنه بقى إلى خلافة عمر لكن سيأتي في ترجمة ولده نصر بن الحجاج ما يدل على أن أباه مات في خلافة عمر.
وذكر الدارقطني أن الذي قتل بالجمل ولده معرض بن الحجاج بن علاط وأن الذي رثاه أخوه نصر فكان هذا أصوب.
وللحجاج بن علاط أخ اسمه صالح أظنه مات في الجاهلية ذكره حسان بن ثابت في قصيدته الطائية التي يقول فيها:
لكميت كأنها دم جوف ... عتقت من سلافة الأنباط
فاحتواها فتى يهين لها المال ... ونادمت صالح بن علاط.
وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء أبياتا يمدح فيها عليا يوم أُحُد يقول فيها
وعللت سيفك بالدماء ولم تكن ... لترده حران حتى ينهلا.

الصفحة 480