كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 2)
رَوى ابن إسحاق في المغازي قال حدثني يحيى بن عباد بن عَبد الله بن الزبير، عَن أَبيه قال كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع حصن حسان بن ثابت قالت، وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان فمر بنا رجل يهودي فجعل يطيف بالحصن فقالت له صفية إن هذا اليهودي لا آمنه أن يدل على عوراتنا فأنزل إليه فاقتله فقال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا قالت صفية فلما قال ذلك أخذت عمودا ونزلت من الحصن حتى قتلت اليهودي فقالت يا حسان انزل فاسلبه فقال مالي بسلبه من حاجة.
مات حسان قبل الأربعين في قول خليفة وقيل سنة أربعين وقيل خمسين وقيل أربع وخمسين وهو قول بن هشام حكاه عنه بن البرقي وزاد وهو ابن عشرين ومِئَة سنة أو نحوها.
وذكر بن إسحاق أَنَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قدم المدينة ولحسان ستون سنة.
قلت: فلعل هذا يكون على قول من قال إنه مات سنة أربعين بلغ مِئَة أو دونها أو في سنة خمسين مِئَة وعشرة أو سنة أربع وخمسين مِئَة وأربع عشرة.
والجمهور أنه عاش مِئَة وعشرين سنة وقيل عاش مِئَة وأربع سنين جزم به بن أبي
خيثمة، عَن المدائني وقال ابنُ سَعْد عاش في الجاهلية ستين وفي الإسلام ستين ومات وهو ابن عشرين ومِئَة.