كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 2)

وذكر الواحدي في أسباب النزول من طريق مسروق، قال: كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ثم قدما المدينة في نفر من الأنصار بالطعام فأتاهما أبوهما ولزمهما وقال والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا أن يسلما فاختصموا إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال أبوهما يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر فأنزل الله تعالى لا إكراه في الدين الآية.
وقد أَخرجه عبد بن حميد، عَن روح بن عبادة، عَن موسى بن عبيدة، عَن عَبد الله بن عبيدة أن رجلا من الأنصار من بني سالم بن عوف كان له ابنان فتنصرا قبل البعثة فَذَكَرَ نَحْوَهُ وموسى ضعيف.
وأَخرجه الطَّبَرِي في التفسير من طريق محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عَن محمد بن أبي محمد، عَن سعيد بن جبير أو عكرمة، عَن ابن عباس قال في قوله تعالى لا إكراه في الدين قال نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يُقَالُ لَهُ: الحصين كان له ابنان نصرانيان، وكان هو رجلا مسلما فقال للنبي صَلى الله عَلَيه وسَلم إنهما قد ابتدلا النصرانية ألا أستكرههما فأنزل الله تعالى فيه ذلك يعني هذه الآية وسيأتي في الكنى شيء من هذا تكمل به هذه الترجمة إن شاء الله تعالى.

الصفحة 576