كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 2)

وكتب لهم رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم كتابا قال فتعلم حضرمي بن عامر سورة عبس وتولى فقرأها فزاد فيها والذي أنعم الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى فقال له النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم لا نزد فيها.
وأَخرجه من طريق منجاب بن الحارث من طريق ذكر فيها أن السورة سبح اسم ربك الأعلى.
ومن طريق هشام بن الكلبي وشرقي بن قطامي نحو هذه القصة.
وروى عمر بن شبة بإسناد صحيح إلى أبي وائل قال وفد بنو أسد فقال لهم النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم من أنتم قالوا نحن بنو الزنية أحلاس الخيل قال بل أنتم بنو الرشدة فقالوا لا تدع اسم أبينا فذكر قصة طويلة.
وروى سيف في الفتوح من طريق أبي ماجد الأسدي، عَن الحضرمي بن عامر قال اتصل بنا وجع النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وأن مسيلمة غلب على اليمامة فذكر طرفا من أمر الردة.
قال المرزباني في معجمه كان، يُكنى أَبا كدام ولما سأله عمر بن الخطاب، عَن شعره في حرب الأعاجم أنشده أبياتا حسنة في ذلك.
وروى أَبو علي القالي من طريق ابن الكلبي، قال: كان حضرمي بن عامر عاشر عشرة من إخوته فماتوا فورثهم فقال فيه، ابن عم له يُقَالُ لَهُ: جزء بن مالك يا حضرمي من مثلك ورثت تسعة إخوة فأصبحت ناعما فقال حضرمي من أبيات:
إن كنت قاولتني بها كذبا ... جزء فلاقيت مثلها عجلا.
فجلس جزء على شفير بئر هو وإخوته وهم أيضًا تسعة فانخسفت بهم فلم ينج غير جزء فبلغ ذلك حضرمي بن عامر فقال كلمة وافقت قدرا وأبقت حقدا.

الصفحة 578