كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 2)

وقال الهَيْثَم بن عَدِي: عَن صالح بن حسان قال قال الأحنف لمعاوية ما هذا الخضوع لمروان قال إن الحكم كان ممن قدم مع أختي أم حبيبة لما زفت إِلَى النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وهو يتولى نعلها فجعل رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم يحد النظر إلى الحكم فلما خرج من عنده قيل له يا رسول الله أحددت النظر إلى الحكم فقال بن المخزومية ذاك رجل إذا بلغ ولده ثلاثين أو أربعين ملكوا الأمر.
وروينا في جزء بن نجيب من طريق زهير بن محمد، عَن صالح بن أبي صالح حدثني نافع بن جبير بن مطعم، عَن أَبيه قال كنا مع النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فمر الحكم بن أبي العاص فقال النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم ويل لأمتي مما في صلب هذا.
وروى ابن أَبِي خَيْثَمَةَ من حديث عائشة أنها قالت لمروان في قصة أخيها عبد الرحمن لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية أما أنت يا مَروان فأشهد أن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم لعن أباك وأنت في صلبه.
قلت: وأصل القصة عند البُخارِيّ بدون هذه الزيادة.
وذكر أَبو عمر في السبب في طرده قولا آخر إنه كان يشيع سر رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم وقيل كان يحكيه في مشيته، ويُقال: إن عثمان رضي الله عنه اعتذر لما أن أعاده إلى المدينة بأنه كان استأذن النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فيه وقال قد كنت شفعت فيه فوعدني برده.
وأخرج ابن سَعد، عَن الواقدي بسنده إلى ثعلبة بن أبي مالك قال مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان فضرب على قبره فسطاط في يوم صائف فتكلم الناس في ذلك فقال عثمان قد ضرب في عهد عمر على زينب بنت جحش فسطاط فهل رأيتم عائبا عاب ذلك مات الحكم سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان.

الصفحة 594