كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 2)

وكان صديق النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم قبل المبعث، وكان يوده ويحبه بعد البعثة ولكنه تأخر إسلامه حتى أسلم عام الفتح وثبت في السيرة وفي الصحيح أنه صَلى الله عَلَيه وسَلم قال من دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، وكان من المؤلفة.
وَشَهِدَ حُنَيْنًا وأعطى من غنائمها مِئَة بعير ثم حسن إسلامه، وكان قد شَهِدَ بَدْرًا مع الكفار ونجا مع من نجا فكان إذا اجتهد في اليمين قال والذي نجاني يوم بدر وكنيته أَبو خالد.
قال الزبير جاء الإسلام وفي يد حكيم الرفادة، وكان يفعل المعروف ويصل الرحم وفي الصحيح أنه سأل النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال أشياء كنت أفعلها في الجاهلية ألى فيها أجر قال أسلمت على ما سلف لك من خير.
وكانت دار الندوة بيده فباعها بعد من معاوية بمِئَة ألف درهم فلامه بن الزبير فقال له بابن أخي اشتريت بها دارا في الجنة فتصدق بالدراهم كلها، وكان من العلماء بأنساب قريش وأخبارها.
مات سنة خمسين وقيل سنة أربع وقيل ثمان وخمسين وقيل سنة ستين وهو ممن عاش مِئَة وعشرين سنة شطرها في الجاهلية وشطرها في الإسلام.
قال البُخَارِيُّ: في التاريخ مات سنة ستين وهو ابن عشرين ومِئَة سنة قاله إبراهيم بن المنذر ثم أسند من طريق عمر بن عَبد الله بن عُروَة، عَن عُروَة قال مات لعشر سنوات من خلافة معاوية.

الصفحة 606