كتاب الأحكام الكبرى (اسم الجزء: 2)

فَقَالَ: " يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي قد كنت أنْكرت بَصرِي، وَأَنا أُصَلِّي لقومي، وَإِذا كَانَت الأمطار سَالَ الْوَادي الَّذِي بيني وَبينهمْ، وَلم أستطع أَن آتِي مَسْجِدهمْ فأصلي لَهُم، ووددت أَنَّك يَا رَسُول اللَّهِ تَأتي فَتُصَلِّي فِي مصلى أتخذه مصلى. قَالَ: فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سأفعل إِن شَاءَ اللَّهِ. قَالَ عتْبَان: فغدا رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَأَبُو بكر الصّديق حِين ارْتَفع النَّهَار، فَاسْتَأْذن رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَأَذنت لَهُ، فَلم يجلس حَتَّى دخل الْبَيْت ثمَّ قَالَ: أَيْن تحب أَن أُصَلِّي من بَيْتك؟ قَالَ: فأشرت إِلَى نَاحيَة من الْبَيْت، فَقَامَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَكبر، فقمنا وَرَاءه فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم. قَالَ: وحبسناه على خزير صنعناه لَهُ. قَالَ: فَثَابَ رجال من أهل الدَّار حولنا حَتَّى اجْتمع فِي الْبَيْت رجال ذُو عدد، قَالَ قَائِل مِنْهُم: أَيْن مَالك بن الدخشن؟ فَقَالَ بَعضهم: ذَلِك مُنَافِق لَا يحب اللَّهِ وَرَسُوله. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لَا تقل لَهُ ذَلِك، أَلا ترَاهُ قد قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ يُرِيد بذلك وَجه اللَّهِ؟ قَالَ: قَالُوا: اللَّهِ وَرَسُوله أعلم. قَالَ: فَإِنَّمَا نرى وَجهه ونصيحته لِلْمُنَافِقين. قَالَ: فَقَالَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: فَإِن اللَّهِ قد حرم على النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ؛ يَبْتَغِي بهَا وَجه اللَّهِ ".
قَالَ ابْن شهَاب: ثمَّ سَأَلت الْحصين بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ - وَهُوَ أحد بني سَالم وَهُوَ من سراتهم - عَن حَدِيث مَحْمُود بن الرّبيع، فَصدقهُ بذلك.
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ: قَرَأت على مَالك، عَن نَافِع؛ [أَن] ابْن عمر: " أذن بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَة ذَات برد وريح، فَقَالَ: أَلا صلوا فِي الرّحال. ثمَّ قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَأْمر الْمُؤَذّن إِذا كَانَت لَيْلَة بَارِدَة ذَات مطر يَقُول:

الصفحة 23