كتاب عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح (اسم الجزء: 2)

وقول أبى الطيب [من البسيط]:
كأنّ ألسنهم فى النّطق قد جعلت … على رماحهم فى الطّعن خرصانا (¬1)
وثالثها: كقول الأعرابي [من الوافر]:
ولم يك أكثر الفتيان مالا … ولكن كان أرحبهم ذراعا
وقول أشجع [من المتقارب]:
وليس بأوسعهم فى الغنى … ولكن معروفه أوسع
وأما غير الظاهر: فمنه أن يتشابه المعنيان؛
ـــــــــــــــــــــــــــــ

فإنه خير من قول أبى الطيب:
كأنّ ألسنهم فى النّطق قد جعلت … على رماحهم فى الطّعن خرصانا (¬2)
فإن أبا الطيب فاته ما أفاده البحترى بقوله:" تألق" وقوله:" المصقول" من الترشيح (وثالثها) وهو ما كان الثانى فيه مثل الأول (كقول الأعرابى:
ولم يك أكثر الفتيان مالا … ولكن كان أرحبهم ذراعا) (¬3)
فإنه مثل (قول أشجع:
وليس بأوسعهم فى الغنى … ولكن معروفه أوسع) (¬4)
كذا قال المصنف، وقد يقال: الأول أحسن لسلامته من حذف المفضل عليه، والاستعارة للأرحب فيه، هذه أنواع الأخذ الظاهر.
الأخذ غير الظاهر: ص: (وأما غير الظاهر إلخ).
(ش): الأخذ غير الظاهر أنواع (فمنه أن يتشابه المعنيان) أى المعنى الأول، والمعنى الثانى (كقول جرير:
¬__________
(¬1) جمع خرص بالضم والكسر، وهو السنان.
(¬2) البيت من البسيط، وهو لأبى الطيب المتنبى فى شرح ديوانه (1/ 228)، وشرح عقود الجمان (2/ 179).
(¬3) البيت من الوافر، وهو لأبى زياد الأعرابى فى شرح عقود الجمان (2/ 179)، الإشارات (ص 312) وصدره فيها:
وما إن كان أكثرهم سواما.
(¬4) البيت من المتقارب، وهو لأشجع بن عمرو السلمى فى الأغانى (18/ 233)، وشرح عقود الجمان (2/ 179)، والإشارات (ص 312).

الصفحة 327