كتاب عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح (اسم الجزء: 2)

كقول جرير [من الوافر]:
فلا يمنعك من أرب لحاهم … سواء ذو العمامة والخمار
وقول أبى الطيب [من الوافر]:
ومن فى كفّه منهم قناة … كمن فى كفّه منهم خضاب (¬1)
ومنه: النقل؛ وهو: أن ينقل المعنى إلى معنى آخر؛ كقول البحترى [من الكامل]
سلبوا وأشرقت الدّماء عليهم … محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا
وقول أبى الطيب [من الكامل]:
يبس النّجيع عليه وهو مجرّد … من غمده فكأنّما هو مغمد
ـــــــــــــــــــــــــــــ

فلا يمنعك من أرب لحاهم … سواء ذو العمامة والخمار (¬2)
وقول أبى الطيب:
ومن فى كفّه منهم قناة … كمن فى كفّه منهم خضاب) (¬3)
فكل من البيتين يدل على عدم المبالاة بالرجال، إلا أنهما مختلفان، لأن الأول دل على مساواة النساء للرجال، والثانى دل على تشبيه الرجال بالنساء، فهو معنى غير الأول والأول أبلغ منه، لما تقدم من أن التشابه وهو التساوى أبلغ من التشبيه، الذى هو إلحاق الناقص بالزائد. (ومنه أن ينقل المعنى إلى محل آخر) كقول البحترى:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم … محمرة فكأنهم لم يسلبوا (¬4)
وقول أبى الطيب:
يبس النجيع عليه وهو مجرد … من غمده فكأنما هو مغمد (¬5)
¬__________
(¬1) القناة: الرمح.
(¬2) البيت من الوافر، وهو لجرير فى شرح ديوان جرير (ص 147)، ومطلعه" ولا تمنعك"، وشرح عقود الجمان (2/ 180).
(¬3) البيت من الوافر، وهو لأبى الطيب المتنبى فى شرح ديوانه (2/ 137)، وشرح عقود الجمان (2/ 180).
(¬4) انظر عقود الجمان (ص 2/ 180)، وهو للبحترى والتنبيهات، والإشارات 2/ 313.
(¬5) الإشارات والتنبيهات/ 313، والبيت لأبى الطيب المتنبى، وشرح عقود الجمان (ص 2/ 180)، وبلفظ" ليس" بدلا من" يبس".

الصفحة 328