كتاب عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح (اسم الجزء: 2)

حلّ قول أبى الطيب [من الطويل]:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه … وصدّق ما يعتاده من توهّم

التلميح
وأما التلميح: فهو أن يشار إلى قصة أو شعر من غير ذكره؛ كقوله (أبى تمام) [من الطويل]:
فو الله ما أدرى أأحلام نائم … ألمّت بنا أم كان فى الرّكب يوشع؟!
أشار: إلى قصة يوشع - عليه السّلام - واستيقافه الشمس (¬1)،
ـــــــــــــــــــــــــــــ

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه … وصدّق ما يعتاده من توهّم (¬2)
التلميح: ص: (وأما التلميح إلخ).
(ش): التلميح، وقد يسمى التلميح، وهو أن يشير المتكلم فى كلامه إلى قصة، أو مثل، أو شعر من غير ذكره، فالأول كقول أبى تمام:
فو الله ما أدرى أأحلام نائم … ألّمت بنا أم كان فى الركب يوشع (¬3)
فإنه أشار إلى قصة يوشع بن نون، فتى موسى، - عليهما الصلاة والسّلام - واستيقافه الشمس، فإنه قائل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس، خاف أن تغيب ويدخل السبت، فلا يحل له قتالهم، فدعا الله - تعالى - فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم (¬4)، وحكاية المصنف لهذه القصة أولها يقتضى أن الشمس لم تكن غربت،
¬__________
(¬1) يشير إلى حديث أبى هريرة الذى أخرجه البخارى فى ك: (فرض الخمس)، ومسلم فى ك (الجهاد)، وفيه غزا نبى من الأنبياء .... إلى قوله، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها على شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه ... خ خ
(¬2) البيت لأبى الطيب، انظر عقود الجمان (2/ 191).
(¬3) البيت لأبى تمام من قصيدة يمدح فيها أبا سعيد محمد بن يوسف الثغرى، انظر شرح عقود الجمان (ص 2/ 192).
(¬4) حديث يوشع بن نون عليه السّلام وأخرجه البخارى فى فرض الخمس" باب: قول النبى صلّى الله عليه وسلّم:
" أحلت لكم الغنائم"، (6/ 254)، (ح 3124)، ومسلم فى" الجهاد والسير" (ح 1747).

الصفحة 338