كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 2)

أعلم.
قوله: (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلِّيها بغلس) في رواية لهما " كانوا , أو كان ".
قال الكرمانيّ (¬1): الشّكّ من الرّاوي عن جابر، ومعناهما متلازمان , لأنّ أيّهما كان يدخل فيه الآخر، إن أراد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - فالصّحابة في ذلك كانوا معه، وإن أراد الصّحابة فالنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إمامهم، أي: كان شأنه التّعجيل لها دائماً لا كما كان يصنع في العشاء من تعجيلها أو تأخيرها. وخبر كانوا محذوف يدلّ عليه قوله يُصلِّيها، أي: كانوا يصلّون.
والغلس بفتح اللام ظلمة آخر الليل.
وقال ابن بطّالٍ ما حاصله: فيه حذفان.
حذف خبر كانوا , وهو جائز كحذف خبر المبتدأ في قوله (واللائي لَم يحضن) أي: فعدّتهنّ مثل ذلك.
والحذف الثّاني: حذف الجملة التي بعد " أو " تقديره: أو لَم يكونوا مجتمعين.
قال ابن التّين: ويصحّ أن يكون كانوا هنا تامّة غير ناقصة بمعنى الحضور والوقوع، فيكون المحذوف ما بعد " أو " خاصّة.
وقال ابن المنير (¬2): يحتمل: أن يكون شكّاً من الرّاوي هل قال كان النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو كانوا. ويحتمل: أن يكون تقديره , والصّبح كانوا
¬__________
(¬1) هو محمد بن يوسف , سبق ترجمته في المجلد الأول ص (18)
(¬2) انظر ترجمته في ص (378)

الصفحة 21