كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 2)

وشعاعاً وإنارةً، وذلك لا يكون بعد مصير الظّل مثلي الشّيء. انتهى.
وفي سنن أبي داود بإسنادٍ صحيحٍ عن خيثمة - أحد التّابعين - قال: حياتها أن تجد حرّها.
فائدة: أول وقت العصر هو مصيرُ ظلِّ كلِّ شيءٍ مثله , وقد أخرج مسلم عدة أحاديث مصرِّحة بالمقصود (¬1). ولم يُنقل عن أحدٍ من أهل العلم مخالفةٌ في ذلك، إلاَّ عن أبي حنيفة، فالمشهور عنه أنه قال: أول وقت العصر مصير ظل كل شيء مثليه. بالتثنية.
قال القرطبي: خالفه الناس كلهم في ذلك حتى أصحابه - يعني الآخذين عنه - وإلاَّ فقد انتصر له جماعة ممن جاء بعدهم. فقالوا: ثبت الأمر بالإبراد , ولا يحصل إلاَّ بعد ذهاب اشتداد الحر، ولا يذهب في تلك البلاد إلا بعد أن يصير ظل الشيء مثليه، فيكون أول وقت العصر مصير الظل مثليه، وحكاية مثل هذا تغني عن رده.
قوله: (ونسيت ما قال في المغرب) قائل ذلك هو سيّارٌ، بيّنه أحمد في روايته عن حجّاجٍ عن شعبة عنه.
قوله: (وكان يستحب أن يؤخّر من العشاء) أي: من وقت العشاء.
¬__________
(¬1) منها ما رواه في " صحيحه " (612) عن عبدالله بن عمرو , أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وقْت الظهر إذا زالت الشمس. وكان ظلُ الرجلِ كطولِه ما لم يحضر العصر , ووقت العصر ما لم تصفرّ الشمس. الحديث. وفي رواية " إذا صلَّيتم الظهر فإنه وقت إلى أنْ يحضر العصر "

الصفحة 28