كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 2)
الحديث السابع والستون
116 - عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال: كنّا نتكلم في الصّلاة، يكلِّم الرّجلُ صاحبَه , وهو إلى جنبه في الصّلاة , حتّى نزلتْ (وقوموا لله قانتين) فأُمرنا بالسّكوت ونُهينا عن الكلام (¬1).
قوله: (عن زيد بن أرقم) الأنصاري (¬2)
قوله: (كنّا نتكَلَّم) وللبخاري " إنْ كنّا لنَتكلم في الصلاة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " بتخفيف النّون، وهذا حكمه الرّفع.
وكذا قوله " أمرنا " لقوله فيه " على عهد النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - " حتّى ولو لَم يقيّد بذلك لكان ذكر نزول الآية كافياً في كونه مرفوعاً
قوله: (يُكلِّم الرّجل صاحبه) وللبخاري " يكلّم أحدُنا صاحبَه
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (1142 , 4260) ومسلم (539) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شُبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم به.
وقوله (ونهينا عن الكلام) تفرَّد بها مسلم , كما سيذكره الشارح رحمه الله.
(¬2) بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن الخزرج. مختلف في كنيته، قيل أبو عمر، وقيل أبو عامر، واستصغر يوم أحد. وأول مشاهده الخندق، وقيل المريسيع، وغزا مع النّبي - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة غزوة، ثبت ذلك في الصّحيح، وله حديث كثير , ورواية أيضاً عن عليّ. وشهد صفّين مع علي، ومات بالكوفة أيام المختار سنة 66. وقيل سنة 68. قال ابن إسحاق: حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر عن بعض قومه عن زيد بن أرقم، قال: كنتُ يتيماً لعبد اللَّه بن رواحة، فخرج بي معه مردفي - يعني إلى مؤتة ... فذكر الحديث.
وهو الذي سمع عبد اللَّه بنَ أُبيٍّ يقول: لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلّ، فأخبر رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - , فسأل عبد اللَّه، فأنكر، فأنزل اللَّه تصديق زيد. ثبت ذلك في الصّحيحين. وفيه: فقال: إنّ اللَّه قد صدقك يا زيد. انتهى من الإصابة بتجوز.