كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 2)

القصّة " من أدرك منكم صلاة الغداة من غدٍ صالحاً , فليقض معها مثلها ".
قال الخطّابيّ: لا أعلم أحداً قال بظاهره وجوباً. قال: ويشبه أن يكون الأمر فيه للاستحباب ليحوز فضيلة الوقت في القضاء. انتهى.
ولَم يقل أحدٌ من السّلف باستحباب ذلك أيضاً، بل عدّوا الحديث غلطاً من راويه. وحكى ذلك التّرمذيّ وغيره عن البخاريّ.
ويؤيّد ذلك ما رواه النّسائيّ من حديث عمران بن حصينٍ أيضاً , أنّهم قالوا: يا رسولَ الله. ألا نقضيها لوقتها من الغد؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: لا ينهاكم الله عن الرّبا ويأخذه منكم.
قوله: (وأقم الصّلاة لذكري) وللبخاري " للذّكرى " بلامين وفتح الرّاء بعدها ألفٌ مقصورةٌ - ووقع عند مسلم من طريق يونس , أنّ الزّهريّ كان يقرأها كذلك , ومرّةً كان يقولها قتادة بلفظ " لذكري " بلامٍ واحدةٍ وكسر الرّاء , وهي القراءة المشهورة.
وقد اختلف في ذِكر الآية. هل هي من كلام قتادة , أو هي من قول النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؟.
وفي رواية مسلمٍ عن هدّابٍ قال قتادة: (وأقم الصّلاة لذكري) , وفي روايته من طريق المثنّى عن قتادة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا رقد أحدكم عن الصّلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها , فإنّ الله يقول (أقم الصّلاة لذكري) , وهذا ظاهر أنّ الجميع من كلام النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

الصفحة 517