كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 2)

واستدل به على أنّ شرع من قبلنا شرعٌ لنا، لأنّ المخاطب بالآية المذكورة موسى عليه الصّلاة والسّلام، وهو الصّحيح في الأصول ما لَم يرد ناسخ.
واختلف في المراد بقوله " لذكري ".
فقيل: المعنى لتذكرني فيها. وقيل: لأذكرك بالمدح، وقيل: إذا ذكرتها، أي: لتذكيري لك إيّاها، وهذا يعضد قراءة من قرأ " للذّكرى ".
وقال النّخعيّ. اللام للظّرف، أي: إذا ذكرتني , أي: إذا ذكرت أمري بعدما نسيت، وقيل: لا تذكر فيها غيري، وقيل: شكراً لذكري، وقيل: المراد بقوله ذكري , ذكر أمري، وقيل: المعنى إذا ذكرت الصّلاة فقد ذكرتني , فإنّ الصّلاة عبادة لله. فمتى ذكرها ذكر المعبود , فكأنّه أراد لذكر الصّلاة.
وقال التوربشتي: الأولى أن يقصد إلى وجهٍ يوافق الآية والحديث، وكأنّ المعنى أقم الصّلاة لذكرها، لأنّه إذا ذكرها ذكر الله تعالى، أو يقصد مضاف أي لذكر صلاتي أو ذكر الضّمير فيه موضع الصّلاة لشرفها.

الصفحة 518