كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 2)

يلائم مقصود العبادة. ويدلّ على أنّه من عمل القلب حديث (¬1) عليّ: الخشوع في القلب. أخرجه الحاكم. وأمّا حديث " لو خشع هذا خشعت جوارحه " (¬2) ففيه إشارةٌ إلى أنّ الظّاهر عنوان الباطن.
واستدلّ بحديث أنس عند البخاري , أنَّ النّبىّ - صلى الله عليه وسلم - قال: أقيموا الرّكوع والسّجود، فوالله إنّى لأراكم من بعدى , وربّما قال: من بعد ظهري إذا ركعتم وسجدتم. على أنّ الخشوع لا يجب إذ لَم يأمرهم بالإعادة.
وفيه نظرٌ. نعم. في حديث أبي هريرة عند مسلم: صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا ثمّ انصرف , فقال: يا فلان ألا تحسن صلاتك. وله في روايةٍ أخرى " أتمّوا الرّكوع والسّجود " وفي أخرى " أقيموا الصّفوف " وفي أخرى " لا تسبقوني بالرّكوع ولا بالسّجود ".
وعند أحمد " صلَّى بنا الظّهر وفي مؤخّر الصّفوف رجلٌ فأساء
¬__________
(¬1) قوله (حديث) تجوّز من الشارح يُوهم أنه مرفوع , وليس كذلك بل هو من قول عليٍّ - رضي الله عنه - موقوفاً. كما في المصادر التي أخرجت قوله - رضي الله عنه -.
(¬2) أخرجه الحكيم الترمذي عن أبي هريرة كما في الجامع للسيوطي (16945) , أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة , فقال. فذكره.
وفي سنده عمرو بن سليمان النخعي. متفق على ضعفه.
والمشهور أنه عن سعيد بن المسيب. أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 86) وابن المبارك في " الزهد " (1188) وابن نصر في " تعظيم قدر الصلاة " (151) عن معمر عن رجلٍ عن ابن المسيب .. وسمَّاه عبد الرزاق في " المصنف " (2/ 266) فقال: عن معمر عن أبان به.
ورواه عبد الرزاق أيضاً (2/ 266) عن الثوري عن رجلٍ قال: رآني ابن المسيب. فذكره.

الصفحة 64