كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 2)

إلى مدينة (فاس) في سنة 983 هـ = 1575 م. وضم جيشه البالغ عدده خمسة آلاف رجل إلى قوى (الشريف عبد الملك) ثم صادموا معا جيش السلطان محمد السعدي في مكان يقال له (الركن - ببلاد بني وارتين) فاندحر أمامهم ولحقت به هزيمة منكرة، لأن جماعة الأندلسيين الذين كانوا معه، قد انقلبوا عليه عندما رأوا جماعة الأندلسيين والأتراك يقاتلون مع خصمه، فانضموا إليهم. ودخل الشريف عبد الملك مدينة (فاس) وبويع بها سلطانا على المغرب. ثم إنه دفع للقائد (رمضان) مصاريف الحملة التي كان قد اقترضها من حكومة الجزائر (وهي 50 ألف أوقية من الذهب) وأفاض على جيش الجزائر وقادته بالتحف والهدايا الثمينة ومدافع كثيرة. ثم أعادهم إلى الجزائر وخرج لوداعهم بنفسه.
مضى السلطان المعزول (محمد المتوكل) إلى مراكش، واستقر بها، وما لبث بها إلا قليلا حتى تتبعه خصمه، وهزمه من جديد، واستولى على مراكش، فأمكن له توحيد المغرب الأقصى تحت حكمه. ونفذ ما وعد به السلطان العثماني. وأكد اعترافه بخلافته، ودعا له فوق منابر المغرب. وبذلك امتدت حدود الخلافة العثمانية (في سنة 1574) من دجلة شرقا وعدن واليمن جنوبا إلى المحيط الأطلسي. علاوة على بلاد الترك والبلاد الأوروبية التي أخضعت لحكم الإمبراطورية الإسلامية.
لم يقنع السلطان المعزول (محمد المتوكل) بما نزل من الهزائم، فمضى يستثير الأعداء، وتوجه بحرا إلى إسبانيا يطلب إلى ملكها الدعم والإمداد لاستعادة عرشه المفقود، ولإخراج المغرب الأقصى من دائرة نفوذ الأتراك العثمانيين. غير أن إسبانيا لم تكن يومئذ على استعداد للقيام بمغامرة جديدة، لا سيما وأن المغرب الأقصى كان

الصفحة 103