كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 2)

هجومهم نحو (البرج الأحمر) آخر أبراج المدينة، ودارت مجموعة من الاشتباكات والمعارك التي تكبد فيها الطرفان المتصارعان خسائر كبيرة بدون الوصول إلى الحسم، وأخيرا، قرر المسلمون القيام بهجوم عام جبهي، تدعمه المدفعية بنيرانها الكثيفة، ونجح هذا الهجوم في اقتحام البرج يوم 14 تشرين الثاني - نوفمبر - واضطر بقية أفراد الحامية إلى الاستسلام. وعند هذه المرحلة، عرف الحاكم الإسباني العام (دون ملشور دي أفيلانيدا) أنه لم يبق ثمة أمل في المحافظة على المدينة أو الدفاع عنها؛ فاستقل سفينة نقلته إلى المرسى الكبير، ليغادرها بعد ذلك متوجها - إلى بلاده - إسبانيا. وتدفقت حشود المجاهدين إلى المدينة، بعد أن تم إسكات كل حصونها، وحفروا الملاغم تحت قصبتها، واقتحموها، فوجدو أن بقية أفراد الحامية الإسبانية قد هربت إلى المرسى الكبير. ولم يجدوا فيها إلا مجموعة من الرجال العجزة، وبعض (المغطسين) من الأعراب الذين وقفوا إلى جانب الإسبانيين، فتمت إبادتهم. وتبع ذلك استسلام (البرج الجديد) فوجد فيه المجاهدون أربعمائة مقاتل تم أسرهم علاوة على ما غنمه المسلمون من محتويات البرح وأسلحته. وكان مجموع الأسرى الذين وقعوا في قبضة المسلمين (ألفي أسير) بينهم (مائتي ضابط من كبار الضباط) والموظفين وجماعة من متطوعي مالطا والإفرنسيين الذين اقتيدوا إلى مدينة الجزائر.
وأصبح (المرسى الكبير) هو الملجأ الذي انضمت إليه فلول الحامية المدافعة عن وهران، فتم بذلك تدعيم حامية المرسى بالمزيد من القدرة القتالية، التي كان باستطاعتها الإفادة من التحصينات الدفاعية والأسوار من أجل القيام بالمزيد من الصمود والمقاومة. ورفض المجاهدون المسلمون إحراز نصر منقوص، فقرروا عده

الصفحة 124