كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 2)

الإسبانية (1701 - 1714) وهي الحرب التني خرجت فيها إسبانيا وهي محرومة من معظم مستعمراتها فيما وراء البحار -لمصلحة إنكلترا - ولهذا، فقد اتجه تفكير فيليب - منذ أن تم له الاستقرار على ملك إسبانيا بالعودة إلى (وهران) وفتحها من جديد، وأمضى في الاستعداد لهذه الحملة زهاء عشرين سنة تقريبا. وفي النهاية، أمكن له حشد قوات صخمة تكونت من: (30 ألف مقاتل و525 سفينة من سفن النقل والسفن الحربية و720 مدفعا و16420 قنبلة، و56 ألف قنبلة يدوية و80693 قذيفة مختلفة و12427 قنطارا من البارود و8 آلاف صندوق لرصاص البنادق و12 ألف بندقية ومليوني وجبة طعام لأفراد الجيش علاوة على وسائط الحصار وبقية المتطلبات) (¬1) وعندما تم حشد كل هذه المتطلبات، أطلق ملك إسبانيا بيانه، وأصدر أمره إلى الحملة بالتحرك إلى هدفها. وأقلع الأسطول الإسباني من خليج (أليقنت) يوم 15 حزيران - يونيو - 1732 فوصل بعد عشرة أيام إلى المياه الإقليمية لمدينة وهران، غير أن الرياح المعاكسة أعاقته عن الاقتراب من الساحل، فبقي يقوم بمناوراته على امتداد الساحل حتى يوم 29 حزيران - يونيو - حيث تم له الاقتراب من وهران.
اختار الإسبانيون لنزولهم ساحة (عين الترك) على بعد خمسة عشر كيلو مترا إلى الغرب من وهران. ولم تكن القوة الإسلامية المدافعة عن الإقليم كافية لإيقاف عملية الإنزال أو تعطيلها. فأمكن للقوات الإسبانية إنزال قواتهم وأعتدتهم الثقيلة دونما عناء كبير. وأثناء ذلك استمرت الاشتباكات بين القوات الإسلامية الجزائرية وبين قوات العدوان على الرغم من قلة عدد المجاهدين المسلمين الذين لم
¬__________
(¬1) المرجع - تقرير الحملة في (حرب الثلاثمائة سنة) أحمد توفيق المدني - ص 475 - 476.

الصفحة 130