كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 2)

الساحل، بينما كانت السفن الحربية تلقي بمقذوفات مدافعها على معسكرات المسلمين في الشرق، وعلى معسكر الخزنجي بصورة خاصة، وقابلت بطاريات مدفعية المسلمين أعمال القصف بقصف مضاد اشتركت فيه كل المدفعية باستثناء مدفعية المرسى ومدينة الجزائر، نظرا لأن السفن الإسبانية كانت بعيدة عنها وخارج مجال عملها. ووصلت السفن الإسبانية، وألقت بمراسيها في البحر، وتقدمت القوارب تحمل الجنود حتى وصلت على مقربة من الساحل، فوضعت ألواحا من الخشب تصل بينها وبين البر، اجتازها الجند، واستقر فوق اليابسة. وكان كل جندي من جنودهم يحمل بندقية ورمحا برأسين من الحديد، لكي يغرسوها في الأرض حول معسكرهم، فتعيق وصول الفرنسان المسلمين إليهم. وكذلك أنزلوا معهم كميات صخمة من الأخشاب التي ربط بعضها إلى بعض من أجل إقامة الحواجز. وهكذا فما أن وطئت أقدام الإسبانيين الأرض حتى أقاموا معسكرا منيعا، دعموه بحفر خندق عميق، ثم أوثقوا حوله الحبال، ووضعوا وراءها أكياس الرمل. وغرسوا أعمدة من الخشب بين هذه الأكياس ثم إن كل فرقة من فرق الجند شبكت حول منطقتها، وعلى شكل دائري، تلك الرماح ذات الرأسين الحديديين التي أنزلوها معهم،، فكانوا يستطيعون التنقل والسير وهم محتمون بتلك الدائرة التي تمنع عنهم الهجمات المباغتة لقوات المسلمين. وأمكن إنشاء ذلك المركز الذي كان أشبه شيء بمدينة صغيرة خلال فترة قصيرة من الوقت، وكان يتخلل المعسكر 14 طريقا يتصل بعضها ببعض. وحفروا في الوسط بئرا يستسقون من مائه العذب.
قامت قوات المجاهدين بهجوم قوي على معسكر الإسبانين، فقتلوا كل الجنود الذين كانوا خارج المعسكر، غير أنهم لم يتمكنوا من

الصفحة 146