كتاب الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (اسم الجزء: 2)

صفحات سفر حزقيال وسفر دانيال وسفر يوحنا اللاهوتي على (المدينة المحبوبة) يروشاليم، و (الأمة المقدسة)، إسرائيل. وإلى وقت قريب، كان الاتحاد السوفيتي المرشح الأول لدور (جوج) الشرير قائد كل تلك الجيوش المكونة, لزحف (أبناء الظلام) , على (أبناء النور) إسرائيل وأنصارها من الأصوليين المسيحيين. لكن الاتحاد السوفيتي انسحب الآن من الساحة، وبانسحابه سوف يتعين على (أبناء الظلام) ليكونوا هدفاً لما سوف يوجهه (أبناء النور) من ضربات وقائية بغية تأمين استمرار وضع إسرائيل كقوة عظمى بالمنطقة.
ثانياً: في ظل هذا التصميم الأميركي على تأمين التفوق الإسرائيلي, يرجح أن تشهد منطقة الشرق الأوسط تكثيفاً متصاعداً للدعم التقني والتسليحي الأميركي لإسرائيل, التي يترنم الأميركيون كل صباح معلنين (أنهم يحبونها لأن الله يحبها) , وبالمقابل لذلك التصعيد في قدرات إسرائيل العسكرية والنووية تصعيد للتصدي الأميركي لكل ما يمكن الاشتباه في أنه قد يشكل تحدياً للتفوق الإسرائيلي, أو حتى مجرد (إخلالا بالتوازن) المفروض لصالح التفوق الإسرائيلي تحت رايات التوجه صوب تحديد الأسلحة ونزع السلاح" (¬1). وما نشهده الآن من حملة على إيران وسوريا وليبيا حول أسلحة الدمار الشامل ما هو إلا خطوة ستفضي إلى ما أفضت إليه في العراق.
ثالثاً: هذا الحشد من العنصرية العمياء والخرافة والتأييد الأمريكي الأعمى, والإعلام الموجه, والدعايات المرسومة, والترسانات المجهزة للنسف والخسف, وأكداس السلاح, وأكوام المليارات, وتلال الأكاذيب, والتضليل المنسق للعالم كله, والاتهامات المسمومة لكل من يتعرض لفضح مخططها, هي ما ينتظرنا في الأعوام القليلة القادمة (¬2).
فهي حرب صليبيه مجنونة يقودها رجال يؤمنون بأن إسرائيل مشروع إلهي لا بد أن يسيطر ويتحكم، وأن علوها محطة تاريخية لازمة لعودة المسيح, وأن هذه
¬_________
(¬1) المسيحية والتوراة - شفيق مقار -ص446
(¬2) إسرائيل .. البداية والنهاية - مصطفى محمود ص23

الصفحة 364