كتاب الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم (اسم الجزء: 2)

الاضطهاد الديني، الذي كانوا يعانون منه في بريطانيا وأوروبا، نتيجة الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت، حيث حملوا معهم تراثهم الديني المستمد من العهد القديم، وكانوا يسقطون الأحوال التي يمرون بها وكأنها جاءت مطابقة لما ورد فيه بشأن اليهود عند دخولهم أرض فلسطين، بعد خروجهم من مصر. معتقدين بأنهم (شعب الرب المختار) المكلف برسالة ما، والعالم الجديد هو (إسرائيل الجديدة)، والعالم القديم هو مصر الجديدة. ولهذا عقد البيوريتانيون عهداً مع الرب ومع بعضهم البعض، ببناء مجتمع يقوم على أساس القانون الإلهي. فكان لابد لهم أن يكونوا بمثابة مدينة تقف أعلى التل (أي مدينة فاضلة) تكون محط أنظار العالم أجمع.
- إن أي إنسان يدان قانونياً بعبادة إله غيرالهنا سوف يعدم.
- إن كل من يعمل بالسحر رجلا كان أو امرأة (أي تكون له صله أو يلجأ للاستعانة بالأرواح) سوف يعدم.
- إذا ما قام أي إنسان بسب الرب (الأب أو الابن أو الروح القدس)، سواء بالتغيير الصريح أو بالتجريح، أو عن طريق العمد، أو يلعن الرب بأسلوب مماثل سوف يعدم.
تلك مختارات من قوانين الإعدام، التي تشكل جزءاً من هيئة الحريات بماساتشوستس لعام 1641م، حيث حدد البيوريتانيون (التطهريون) اثنتي عشرة جريمة يعاقب فيها المرء بعقوبة الإعدام. والجرائم الثلاث الأولى (المذكورة أعلاه) تتعلق بالأمور الدينية. لقد جنح النظام البيوريتاني في أوجه إلى النمط الثيوقراطي. ففي هذه المستعمرة، سيطرت الكنائس البيوريتانية على الحكومة، وحرص البيوريتانيون بشكل جاد على استخدام كل من المنظمات السياسية والدينية في صياغة رؤيتهم للمجتمع، على أساس معتقداتهم الدينية (¬1).
¬_________
(¬1) الدين والسياسة في الولايات المتحدة -ج1 مايكل كوربت، جوليا ميشتل كوربت ص39

الصفحة 40