كتاب جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية (اسم الجزء: 2)

___________________________________________________
………………………… السنة الأولى / العدد الثاني …………………………
قسنطينة يوم الاثنين 01 ربيع الثاني 1352 … Constantine le 24 juillet 1933
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقرير المالي
عن السنة الثانية
لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
حرره أمين مالية الجمعية الأستاذ مبارك الميلي
وتلاه بنادي الترقي على الجمعية العمومية يوم الثلاثاء 4 ربيع الأول سنة 1352.
ـ[عمود1]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين وأكمل ذلك لخاتمتهم أفضل الخلق أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الهادين المهتدين وعلى من سلك طريقتهم في اتباع الحق ونصرة الدين جعلنا الله وإياكم من هؤلاء السالكين.
ثم السلام عليكم أيها الجمع السالم من أمراض الأغراض وأدواء الأهواء!
السلام عليكم أيها الجمع المسكر (بسكر السنين) = غير المسكر = لقيود الجمود وأصنام الأوهام!
السلام عليكم أيها الجمع المرجو لنشر مبدأ الأخوة مقرونا بالنصيحة وتغيير المنكر!
أما بعد فإن السعادة مطلب كل عاقل وأحمق, وإنما يمتاز العاقل بإصابة سبيلها,

ـ[عمود2]ـ
أما غيره فتلتبس عليه الطرائق حتى يظن أنه على سبيل نجاة وهو على شفا حفرة من الهلاك.
ألا وإن سبيل السعادة الاستقامة, ووسيلة الاستقامة التربية الحسنة, ولا غنى لبشر عن التربية والتهذيب.
واعلم بأن الناس من طينة … يصدق في الثلب لها الثالب
لولا علاج الناس أخلاقهم … إذا لفاح الحمأ اللازب
والرب أول وصف وصف الله به نفسه في فاتحة كتابه العزيز, ولعل وجه أوليته التنبيه على أهمية التربية, وإن في تكرار الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا ما يحول دون الغفلة عن هذه الأهمية.
والمرء ما دام كلا على غيره مكفولا لأبويه أو أحد أوليائه فالكافل له

ـ[عمود3]ـ
مطالب بتربيته لآية: {يَا أَيهَا الَذِينَ آمَنوا قوا أَنْفسَكمْ وَأَهْلِيكمْ نَارًا وَقودهَا النَاس وَالْحِجَارَة} قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وكرم وجهه - مفسرا للآية:
((علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم)) فإذا بلغ المرء أشده وأصبح عضوا عاملا في الهيئة الاجتماعية فإن كان عاميا فعليه أن يتطلب أهل العلم لتربيته لآية: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِكْرِ إِنْ كنْتمْ لَا تَعْلَمونَ} وإن كان عالما فعليه الإرشاد وبذل النصيحة للآيات والأحاديث الكثيرة في هذا المعنى.
ولقد كان سلفنا صالحا بهذه التربية ثم خلفتهم أجيال أبعدها عن التربية أبعدها عن زمنهم. فكان حظها من الذل والشقاء على نسبة تفريطها في تلك التربية الإسلامية وكانت مصداق آية: {فَطَالَ عَلَيْهِم الْأَمَد فَقَسَتْ قلوبهمْ وَكَثِيرٌ مِنْهمْ فَاسِقونَ}.
وقد يعتذر المخذول لقسوة قلبه وفسوق جوارحه بطول العهد وبعده عن السلف الصالح, ولقطع هذا العذر قفى الله على تلك الآية بما يحذر من اليأس ويبعث على الرجاء, فقال - جلت حكمته -: {اعْلَموا أَنَ اللَهَ يحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}.
ولهذا لم تعدم الأجيال البعيدة عن

الصفحة 1