كتاب مناقب الشافعي للبيهقي (اسم الجزء: 2)

واحتج بحديث يزيد بن أبي زياد: أخبرناه سفيان، عن يزيد (١) بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال:
رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا افتتح الصلاة رفع يديه.
قال سفيان: ثم قدمت الكوفة فلقيت يزيد فسمعته يحدث بهذا وزاد فيه: «ثم لا يعود». وظننت أنهم لقنوه. قال سفيان: هكذا سمعت يزيد يحدث به. سمعته بعد ذلك يحدث به هكذا ويزيد فيه: «ثم لا يعود».
قال الشافعي: وذهب سفيان إلى أن يغلط يزيد في هذا الحديث ويقول: كأنه لُقِّن هذا الحرف فتلقنَّه، ولم يكن سفيان يرى يزيد بالحفظ.
قال الشافعي: فقلت لبعض من يقول هذا القول: حديث الزهري عن سالم عن أبيه، أثبت عند أهل العلم بالحديث أم حديث يزيد؟ قال: بل حديث الزهري وحده.
فقلت: فمع الزهري أحد عشر رجلا من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو حُمَيْد السّاعِدِي، وحديث وائل بن حجر. كلها عن النبي، صلى الله عليه وسلم، بما وصفت. وثلاثة عشر حديثاً أولى أن تثبت من حديث واحد. ومن أصل قولنا وقولك: أنه لو لم يكن معنا إلا حديث واحد ومعك حديث يكافئه في الصحة، وكان في حديثك أن لا يعود لرفع اليدين - كان حديثنا أولى أن يؤخذ به؛ لأن فيه زيادة حفظ ما لم يحفظ صاحب حديثك. فكيف صرت إلى حديثك وتركت حديثنا والحجة لنا فيه عليك (٢) بهذا، وبأن (٣) إسناد حديثك ليس كإسناد حديثنا،
---------------
(١) في ا: «زيد» وهو خطأ.
(٢) في الأم: «والحجة ما فيه علمك» وهو تحريف.
(٣) في ا: «وكان» وهو تحريف.

الصفحة 19