كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

2903- أقْصَرَ لَمَّا أبْصَرَ
أي أمسك عن الطلب لما رأى سوء العاقبة
2904- قِيلَ لِلْشَّحْمِ: أين تَذْهبْ؟ قَال: أَُقَوِّمُ المُعْوَجَّ
يعني أن السمن يستر العيوب. يضرب للئيم يستغني فيبجَّلُ ويعظم
2905- قَدْ هَلَكَ القَيْدُ وأوْدَى المِفْتَاحُ
يضرب للأمر الذي يفوت فلا يمكن إدْراكه، لأنه إذا ذهب القيد لم يجد المفتاح ما يفتحه
2906- الإِنْقِبَاضُ عَنِ النَّاس مَكْسَبَةٌ للْعَدَاوةِ، وإفرَاطُ الأنْسِ مَكْسَبَةٌ لِقُرَنَاء السُّوءِ
قَاله أكثمُ بن صيفي، قَال أبو عبيد يريد أن الاقتصادَ في الأمور أدنى إلى السلامة
يضرب في توسط الأمور بين الغُلُوّ والتقصير، كما قَال الشاعر:
إنْ كُنْتُ مُنْبَسِطاً سُمِّيْتُ مَسْخَرَةُ ... أوْكُنْتُ مُنْقَبِضاً قَالوا بِهِ ثِقَلُ
وإن أُعَشِرْهُمُ قَالوا لِهيبَتِناَ ... وإِنْ أُجَانِبْهُمُ قَالوا بِهِ مَللُ
2907- اقْصِدِى تَصيَدِى
يضرب في الحثِّ على الطلب
2908- قَتَلَ أرْضَاً عَالِمُهَا
أصلُ القتلِ التَّذْلِيلْ يُقَال: قَتَلْتُ الخَمر، إذا مَزَجْتَها بالماء، قَال:
إنَّ الَّتي نَاوَلَتْنِي فَرَدَدْتُها ... قُتِلَتْ قُتِلْتَ فَهَاتِها لَمْ تُقْتَلِ (البيت لحسان بن ثابت ووقع في نسخة "قتلت قتلت فهات من لم تقتلي" وفي أخرى "فهاتِ مالم تقتل" وما آثرناه موافقَ لما في ديوانه ولما اشتهرت به الرواية.)
ويراد بالمثل أن الرجل العالم بالأرض عند سلوكها يُذَللُ الأرض ويغْلِبُها بعلمه.
يضرب في مدح العلم. ويقَال في ضدده:
2909- قَتَلَتْ أرْضٌ جَاهِلَهَا
يضرب لمن يباشر أمراً لا عِلْم له به. وأما قولهم "قَتل فلان فلاناً" فهو من القتالِ، وهو الجسمُ فكأنه ضَرَبَهُ وأصاب قَتَالَهُ، كما يُقَال " بطَنَه" إذا أصاب بَطْنَهُ، -[109]- و"أنَفَهُ" إذا ضَرَب على انفْهِ، وكذلك " صَدَرَهُ، ورأسَه، وفَخَذه" وهذا قياس، قَال ذو الرمة في أن القَتَالَ هو الجسم:
ألم تعْلَمِي يَا مَيِّى أنَّا وبيننا ... مَهَاوْن يَدَعْنَ الجَلْس نُحْلاً قَتَالُها
(الجَلس - بالفتح - الغليظ من الأرض وجمل جلس وناقة جلس: أي وثيق جسيم)
أي ناحلا جِسْمَهُا

الصفحة 108