كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

2960- أَقْفَطُ مِنْ تَيسِ بني حِمَّانَ
مر ذكره في باب الغين في قولهم "أغلَم من تيس بني حمَّان"
2961- أَقْرَشُ مِنَ المُجَبِّرِينَ
القَرْش: الجَمْعُ والتجارة، والنقرش التجمع، ومن هذا سميت قريش قريشاً، زعم أبو عبيدة أنهم أربعة رجال من قريش، وهم أولاد عبد مناف بن قصى، أولهم هاشم، ثم عبد شمس، ثم نَوْفَلْ، ثم المطلب، بنو عبد مناف، سادوا بعد أبيهم، لم يسقط لهم نَجْم، جَبَرَ الله تعالى بهم قريشاً فسُمُّوا المجبرين، وذلك أنهم وفَدُوا على الملوك بتجارتهم، فأخذوا منهم لقريش العصم، أخذلهم هاشم جَبَلاَ (1) (كذا، وأحبسه "حبلا" بالحاء المهملة، أي عهدا.) ، من ملوك الشام حتى اختلفوا بذلك السبب إلى أرض الشام وأطراف الروم، وأخذلهم عبدُ شمس جبلا (1) من النجاشي الأكبر حتى اختلفوا بذلك السبب إلى أرض الحبشة، وأخذلهم نوفل بن جبلا (1) من ملوك الفرس حتى اختلفوا بذلك إلى أرض فارس والعراق، وأخذ لهم المطلب جبلا (1) من ملوك حمير حتى اختلفوا بذلك السبب إلى بلاد اليمن. وأما قولهم:
2962- أقْرَى ِمنْ زَادِ الرَّكْبِ
فزعم ابن الأعرابي أن هذا المثل من أمثال قريش، ضربوه لثلاثة من أجْوَدهم: مَسَافر بن أبي عمرو ابن أمية، وأبي أمية بن المغيرة، والأسود بن عبد المطلب بن أسد بن عبد العُزَّى، سموا زاد الركب لأنهم كانوا إذا سافرُوا مع قومٍ لم يتزوَّدُوا معهم.
2963- أَقْرَى مِنَ حَاسِى الذَّهبِ
هذا أيضاً من قريش، وهو عبد الله بن جُدْعَان التَّيمي الذي قَال فيه أبو الصَّلْت الثَّقفي:
لَهُ دَاعٍ بِمَكَةَ مُشْمَعِل ... وَآخَرُ فَوْقَ دَارَتِهِ يُنَادِي
إلى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاَءِ ... لُبَابَ البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهَادِ
وسمى "حاسي الذهب" لأنه كان يشرب في إناء من الذهب.
2964- أقْرَى مِنْ غَيْثِ الضَّرِيكِ
هذا المثل رَبَعي، وغيث الضريك: قَتَادَة بن مَسلمة الحنفي، والضَّرٍيك: الفقير
2965- أقْرَى مِنْ مَطَاعِيِمِ الرِّيِح
زعم أبن الأعرابي أنهم أربعة: أحدهم عمُّ مِحْجَنْ الثَقَفي، ولم يُسَمِّ الباقين.
قَال أبو الندى: هم كنانة بن عبد يَالِيل الثَّقَفي عم أبي محجن، ولَبيد بن ربيعة، وأبوه، كانوا إذا هَبَّتِ الصَّبَا أطْعَمُوا الناسَ، -[128]- وخصوا الصبا لأنها لا تهبُّ إلا في جَدْب قَالت بنت لبيد:
إذا هَبَّتْ رٍياحُ أبي عَقِيل ... ذَكَرْنَا عِنْدَ هَبَّتهَا وَلِيدَا
أشَمَّ الأنْفِ أبيضَ عَبْشَمِيّاً ... أعان عَلَى مُرْوَأتِهِ لَبيدَا

الصفحة 127