كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

3010- كُلُّ الصَّيْدِ في جَوْفِ الفَرَا
قَال ابن السكيت: الفَرَار الحِمَارُ الوَحْشِيُّ، وجمعه فِراء.
قَالوا: وأصل المثل أن ثلاثة نَفَرٍ خرجوا متصيدين، فاصطاد أحدُهم أرْنَباً، والآخر ظبيا، والثالث: حماراً، فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظبي بما نالا، وتطاولا عليه، فقال الثالث: كُلُّ الصَّيْدِ في جوف الفَرا، أي هذا الذي رُزِقْتُ وظَفِرْتُ به يشتمل على ما عندكما، وذلك أنه ليس مما يصيده الناس أعْظَمُ من الحمار الوحشي.
وتألَّفَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا سُفْيَانَ بهذا القول، حين استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فحُجِبَ قليلا ثم أُذِنَ له، فلما دخل قَال: ما كِدْتَ تأذَنُ لي حتى تأذنَ لحجارة الجلهمتين، قَال أبو عبيد: الصوابُ الجلهتين، وهما جانبا الوادي، فَقَال صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان أنْتَ كما قِيلَ كل الصيد في جوف الفَرَا، يتألفه على الإسلام، وقَال أبو العباس: معناه إذا حَجَبْتُكَ قَنَعَ كل محجوب. يضرب لمن يُفَضَّلُ على أقرانه.
3011- كُلُّ نُجارِ إبلٍ نُجِاَرُهَا
النُّجِاَرُ: الأصلُ، وكذلك النَّجْرُ، وهذا من قول رجل كان يغير على الناس
فيطرد إبِلَهُمْ ثم يأتي بها السوقَ فيعرضها على البيع، فيقول المشترى: مِنْ أي إبلٍ هذه؟ فيقول البائع:
تَسْأَلُني البَاعَةُ أيْنَ دَارُهَا ... لا تَسْألُونِي وَسَلُوا مَا نارُهَا
كُلُّ نُجِاَرِ إبِلٍ نُجَارُهَا ...
يعني فيها من كل لون.
يضرب لمن له أخلاقَ متفاوتة (في القاموس "أي فيه كل من الأخلاق، ولا يثبت على رأى")
والباعة: المشترون ههنا، والبيع من الأضداد، وقَال:
وَبَاعَ بَنِيِهِ بَعْضُهُمْ بِخَسَارةٍ ... وَبِعْتُ لذُبْيَانَ العَلاَءَ بمَالكَا
فجمع اللغتين في بيتٍ واحِدٍ
3012- كُلَّ الحِذاءِ يَحْتَذِي الحَافِي الوَقِعُ
يُقَال: وَقَعَ الرجلُ يَوْقَعُ وَقَعاً، إذا حَفِيَ من مَرِّه على الحجارة، قَال الرَّاجز:
يَالَيْتَ لِي نَعْلَيْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ ... وَشَرُكاً مِنْ ثَفْرِهَا لاَ تَنْقَطِعْ
كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحَافِي الوَاقِع ...
نصب "كُلَّ" بيحتذى. -[137]-
يضرب عند الحاجة تَحْمِلُ على التعلق بما يقدر عليه.

الصفحة 136