كتاب مجمع الأمثال (اسم الجزء: 2)

3049- كأنَّهُمْ كانوا غُرَاباً وَاقِعاً
فلأن الغراب وَقَعَ لا يَلْبَثُ أن يطير.
يضرب فيما ينقضي سريعا
3050- كلَّفْتَنِي بَيْضَ السَّمامِ
هي جمع سَمَامة، ضَرْب من الطير مثل الخطاف لا يُقْدَر على بيضه، ويروى "بيض السماسم" وهي جمع السمسمة، وهي النملة الحمراء
3051- كلَّفْتَنِي مُخَّ البَعُوضِ
يضرب لمن يُكَلِّفُكَ الأمورَ الشاقة
3052- كُسَيْرٌ وَعُوَيْرٌ وكلُّ غَيْرٍ خَيْرٌ
قَال المفضل: أولُ من قَال ذلك أمَامة بنت نُشْبَة [بن غيْظ] بن مرة، وكان تَزَوَّجَهَا رجل من غطفان أعور يُقَال له خلف بن رواحة، فمكثت عنده زمانا حتى ولدت له خمسة، ثم نَشَزَت عليه ولم تصبر معه، فطلقها، ثم إن أباها وأخاها خَرَجَا في سفر لهما، فلقيهما رجل من بني سُلَيم يُقَال له حارثة بن مرة، فخطب أمامة، وأحسن العطية، فزوَّجَاها منه، وكان أعرجَ مكسورَ الفخذ، فلما دخلت عليه رأته مَحْطُوم الفخذ فَقَالت: كُسَيرٌ وعُوَير وكل غير خير فأرسلتها مَثَلاً.
يضرب في الشَيء يُكْرَه ويُذَم من وجهين لا خير فيه البتة، قَال الشاعر
أَيَدْخُلُ مَنْ يَشَاء بغير إذنٍ ... وكُلُّهُمُ كُسَيْرٌ أوْ عُوَيْرُ
وأبْقى مِنْ وَرَاءِ البيتِ حتى ... كأني خُصْيَة وَسِوَايَ أيْرُ
قلت: كسير تصغير كَسِير، يُقَال: شَيء كَسِير، أي مكسور، وحقه كُسَيِّر مُشَدَّدَ الياء، إلا أنه خفف لازدواج عُويْر وهو تصغير أعْوَرَ مرخَّمَاً، أرادت أن أحد زوجيها مكسور الفخذ حارثة بن مرة، والآخَر أعْوَرَ خلف، وكسيرٌ مرفوع على تقدير زَوْجَاى يكسيرٌ وعويرٌ.
3053- كانَ مِثْلَ الذُّبَحَةِ عَلَى النَّحْرِ
الذُّبَحَة: وجَع يأخذ الحلق.
يضرب لمن كنتَ تَخَاله صديقا، وكان يظهر مودة، فلما تبين غشه تشكوه إليه: كان مثل الذبحة على النحر.
يعني كان كهذا الداء الذي لا يفارق صاحبه في الظاهر، ويؤذيه في الباطن.
3054- كانَ ذلِكَ زَمَنَ الفِطَحْلِ
قَالوا: هو زمن لم يُخْلق الناس، قَال الجرمى: سألت أبا عبيدة عنه، فَقَال: -[148]-
الأعراب تقول ذلك زمن كانت الحجارة فيه رَطْبة، وأنشد للعجاح:
وَقَدْ أَتَانَا زَمَنَ الفِطَحْلِ ... وَالصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كَطِينِ الوَحْلِ
قلت: روى غيرُه لرؤبة:
لو أنَّنِي أوتيتُ عِلْمَ الحَكْل (1) ... عِلْمَ سُلَيْمَانَ كَلاَمَ النَّمْلِ
(1) (الحكل: ملا يسمع له صوت)
أوْ أنني عُمَّرْتُ عُمْرَ الحِسْلِ (2) ... أو عُمْرَ نُوحٍ زَمَنَ الفِطَحْل
(2) (الحسل: فرخ الضب حين يخرج من بيضته.)
وَالصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كَطِينِ الوَحْلِ ... كُنْتُ رَهِينَ هَرَمٍ أوْ قَتْلِ
يضرب في شَيء قَدِمَ عهده.

الصفحة 147